منكم السموحة

ميسي.. مستحيل أن يسجل في مرماه

أحمد أبو الشايب

بعد حادثة غرناطة، والهدف الذي سجله أعظم لاعب في ريال مدريد في مرماه من كرة رأسية خادعة للحارس لوبيز، نعود مجدداً إلى الجدل الدائر منذ سنوات، واشتد بداية هذا الموسم حول من هو الأفضل، البرتغالي كريستيانو رونالدو أم لاعب برشلونة ليونيل ميسي؟

الكثيرون تعاطفوا مع رونالدو عندما عبر عن «زعله» بداية الموسم، بسبب تفوق ميسي عليه في كل شيء، معتقداً أن اللاعب الأرجنتيني يحقق هذه الإنجازات لتلقيه الدعم من إدارة ناديه ومدربه السابق غوارديولا، في الوقت الذي يعاني هو عدم اهتمام مدربه مورينيو، وسوء تعامل إدارة النادي الملكي معه بعدم تقديره مالياً، باعتباره أفضل لاعب في العالم، لكن ترتيبه يأتي التاسع في لائحة رواتب اللاعبين، ويسبقه لاعبون أقل منه شأناً.

رونالدو لاعب مجتهد ومكافح ومثال يقتدى به في الانضباط والالتزام والاعتناء بنفسه وبصحته وتدريباته، ومعروف عنه صرامته في تأدية مهامه على أكمل وجه، ولولا هذه الممارسات لما شاهدناه في المنافسة على لقب أفضل لاعب في العالم، لكن تبقى مشكلته «الغرور» وعدم اعترافه بالآخر، فهو دائماً يقلل من شأن منافسه ميسي، ويعتقد بأنه أفضل منه، كما يعتقد ذلك جمهور ومشجعو ريال مدريد، حتى جاءت ليلة، أول من أمس السبت، عندما ثبت بأم أعيننا وبالأرقام، أنه لا يستحق التفوق على ميسي، بعد إحراز الهدف القاتل في مرمى فريقه، لأول مرة في تاريخه، ما يؤكد أن اللاعب بلغ ذروة عطائه مع فريقه ريال مدريد الموسم الماضي وبداية الموسم الحالي، ثم يعيش حالياً مرحلة الانهيار، بخلاف ميسي الذي يتقدم إلى الأمام في طريقه لاستدعاء كل الأرقام التاريخية وتكسيرها وتحطيمها تحت قدميه، كما لم يسبق للفتى الذهبي صاحب الرقم القياسي بالفوز بلقب أفضل لاعب في العالم «أربع مرات متتالية» أن سجل في مرماه، ولا أخطأ بشكل فادح يوماً في تمرير الكرة، لتمتعه بموهبة السيطرة على أدائه وعلى تفكيره، وتحكّمه في نفسه.

تسجيل الهدف في المرمى لم يعد مسألة مصادفة في علم كرة القدم، بل دليل على ضعف اللياقة وقلة التركيز، وعادة ما تأتي الأهداف من المدافعين وليس المهاجمين، لأن المدافع أقل كفاءة من المهاجم في دقة تسديد الكرة بالرأس والقدم.

قلنا الموسم الماضي إن ريال مدريد يعيش قمة عطائه، ولن ينال هذا الشرف مجدداً، هو أو «سي ار ‬7» أو مورينيو، لكن العديد من المدريديين اعتبروا هذا هجوماً على الفريق، وقالوا إن النادي الملكي إذا حصل على لقب الدوري ‬2012 لن يتزحزح عنه قبل خمس سنوات.

وبصراحة، مع الإيمان منذ بداية الموسم بأن الريال لن يحصل على الدوري، إلا أنني لم أتخيل أن يتقهقر الفريق إلى هذه الدرجة من الانهزام، ويبلغ الفارق بينه وبين برشلونة نحو ‬18 نقطة (إذا نجح البرسا في الفوز على فالنسيا فجر أمس»، ثم يصل الريال إلى مرحلة «الأهداف الصديقة»، بتوقيع أعظم نجم، الذي زاد على فشله فشلاً، وتفوق برقم جديد على ميسي هذه المرة، وهو أنه سجل في جميع فرق الدوري الإسباني، بما فيها فريقه.

shayebbb@yahoo.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه.

تويتر