منكم السموحة

أستغرب مَن انتقد تبديلات المهندس!

أحمد أبو الشايب

بالفعل، أستغرب محللين كثراً، انتقدوا المهندس مهدي علي ليلة الفرح، وهاجموه، معتقدين أنه أخطأ في تبديلاته، بإشراك إسماعيل الحمادي وإسماعيل مطر، وإخراج أحمد خليل وعلي مبخوت، مؤكدين أن هذه التبديلات كانت السبب في إحراز العراق هدف التعادل عبر السفاح يونس محمود.

مع الاحترام لوجهة نظر هؤلاء المحللين الذين لا أستطيع أن أحصيهم، لكني أتذكر منهم اللاعب الدولي السعودي السابق فهد الهريفي على قناة «دبي الرياضية»، والذين قالوا إن هذه التبديلات كانت وراء إحراز العراق هدف التعادل، وللأسف فإنهم لم ينتبهوا الى أن الهدف لم يحرز من جملة تكتيكية فنية أو خلل دفاعي أو ثغرة تم استغلالها في صفوف منتخب الإمارات، وإنما من كرة ثابتة نفّذت من خط التماس، وتنقلت على رأسي لاعبين حتى وصلت الى قدم يونس وسط سوء تمركز من لاعبي الإمارات داخل منطقة الجزاء، ليأتي منها التعادل.

هذا المشهد لم يُقرأ بشكل صحيح وعلمي ومنطقي ومهني، ما دفع الكثيرين الى مهاجمة التبديلات التي أجراها مهدي علي، بطريقة عشوائية وأحكام متسرعة، حتى إنهم «شطحوا» في التفسيرات واعتبروها واحدة من السقطات التي ارتكبها المهندس المجتهد مهدي علي، الذي كان متماسكاً وسط كم هائل من الضغوط، ويقرأ المباراة لحظة بلحظة، والدليل أنه غيّر خطته من هجومية الى دفاعية متوازنة بعد تقدمه بهدف، ثم استعاد «النهم الهجومي» بإشراك سعيد الكثيري عندما وجد الأمور تسير في الاتجاه غير الصحيح، وهذا يدل على أنه كان يتحكم في سير المباراة ولم يترك الأمور للحظ والمصادفة، وتفوق على نظيره العراقي حكيم شاكر.

بالفعل نجح مهدي في تفكيره، وبلاعبيه البدلاء، فبدأ إسماعيل مطر الهجمة في الشوط الإضافي الثاني، وأنهاها البديل الثاني إسماعيل الحمادي في الشباك، ليصاب المنتقدون بـ«الحرج»، فما هو المطلوب من اللاعب البديل أكثر من ذلك حتى ننتقد مهدي.

نقول لمن حمل هذه الأفكار، وللكابتن الهريفي مع احترامنا لتاريخك لاعباً عربياً سعودياً له بصمته في الملاعب، ليس كل من لعب كرة قدم لديه الخبرة الكافية في كل شيء، لأننا الآن في عالم يحكمه «التخصص»، ولا يوجد شخص يفهم في كل شيء، فاللاعب المدافع لا يصلح للهجوم والعكس، ومدرب اللياقة أو مدرب حراس المرمى يكون قريباً من اللاعبين، لكن لا يستطيع قيادة فريق في الملعب، والإعلام لديه فنونه وخبراته وتخصصاته، اتفقنا معك في أشياء كثيرة لكن ليس كل ما تقوله صحيحاً سواء كان عن الكرة السعودية أو الإماراتية.

- كلمات معبرة تثلج الصدور تلك التي استقبل بها سيدي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، أبناءه أبطال الخليج، وأكد لهم أن الهدف الأعلى عزة الدولة ورفع اسمها عالياً في المجال الرياضي، ما يعكس حجم التطور والتقدم الذي وصلت إليه الإمارات في شتى المجالات، ودعم الرياضة والاهتمام بها مثلها مثل أي مجال آخر. هنيئاً لأبناء زايد هذا اللقب الغالي، ونتمنى أن تتواصل الإنجازات ويعود اللاعبون مجدداً لنيل شرف مصافحة صاحب السمو رئيس الدولة، بعد نيل لقب آسيا ‬2015، إن شاء الله.

shayebbb@yahoo.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه.

تويتر