5 دقائق

بزوغ فجرعام جديد

سامي الخليفي

ابتسم، فإن الوجوه العابسة لا تصلح إلا للتسول، فبعد ساعات يبدأ العد التنازلي للعام الجديد، فكل جديد وأنت بخير، ودعني اليوم أتفاءل، خصوصاً بعد أن اتصل بي قارئ كريم قائلاً: الوالدة تسلم عليك وتقولك ابعد عن التشاؤم الله يخليك! فتعال عزيزي القارئ أكذب عليك لكي تطمئن وتعيش في سلام وأمان مع نفسك، ففي منتصف هذه الليلة سأقطع الكهرباء عن الحارة مشاركةً مني في الاحتفال بيوم اللغة العربية، أوكيه! أوكيه!

فمن أجمل أيام حياتي حين ألقاك وآخذ منك سلفاً، ومن أجمل عجائب الدنيا حدائق بابل، ومنارة الاسكندرية، والزحمة في العيادات، وشكاوى البث المباشر، والقصة باختصار أنه «كلما زاد الرخاء زادت الشكوى»، ومع تطور الزمن تتطور الأسئلة، ومن أعوص الأسئلة وأثقلها على المعدة والقولون سؤال تلقيته عن طريق مسج من قارئ متوفى يتساءل: متى تتوقف الأخطاء الطبية؟ فعملت للمسج «ريتويت» إلى لجنة طبية، مهمتها تقصي الحقائق، تنهي تقاريرها دائماً بأشياء كثيرة عدا الحقائق! ويقول واحد عنده «أيزو» هو الدكتور الديزل في كتابه «فن بعثرة الجسد»، طبعة سمرقند صفحة ‬88 «ضاعت البركة بعد أن أصبح الختان بالليزر والبواسير من دون جراحة»، فكم قرأنا عن مغامرات الأطباء في جسد الإنسان، وكم سمعنا عن دكتور ينسى مقصاً، ويتذكر ممرضة، ويخرج بنفسه ليعزي أهل المريض، وسين سؤال: لماذا بعد كل تصريح بتثبيت الأسعار ترتفع الأسعار؟ الجواب: يمكن يكون التصريح كلمة السر لكي يبدأ التجار الرفع!

وأنا من ضيع في الكتابة عمره، لهذا من باب التشجيع نصحني صديق سوء بالهجرة إلى كندا، فاعترض زميل مارق على ذلك، بحجة أن الغريب أعمى في كندا أو على أقل تقدير ضعيف نظر، وعلى اعتبار أنك لا تعلم، فقد خرجت الجامعة العربية هذا العام من تصنيف أفضل ‬500 جامعة على مستوى العالم، فأتمنى لها ولمنطقتنا العربية، أم العجائب والمعجزات والمائة الأكثر فقراً، أن تزدهر بالمعرفة، وينتشر العلم بين شبابها، خصوصاً بعد أن سها علينا وغلطنا في تعليمهم، وجلّ من لا يسهو، ويستمر الجدل قائماً ما استمرت الحياة، ويستمر تكريم الفنانين والأدباء بعد موتهم، ويستمر الزحام في المقاهي لتخفيف الضغط عن المكتبات، ولأن البعض لم يقرأ منذ مدة سحيقة، سيستمر ترقب حضور مورينيو للتدريب، ولن يستمر ترقب موعد ندوة ثقافية، كما سيستمر ترقب كأس الخليج، متجاهلاً حضور توقيع كتاب جديد، وبخصوص الأسهم فأوصى ثمانية ببيعها، وأربعة بالإبقاء عليها، وآخر بشرائها.

أشوفك الأسبوع الجاي، فكل عام وأنت كما أنت!

samy_alain@hotmail.com  

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه.

تويتر