‬5 دقائق

أشواك وأزهار

سامي الخليفي

حصل سوء فهم بسيط بيني وبين «المدام» قبل فترة، فهي كانت تحدثني عن الماكياج، وأنا أحاول إقناعها بالزواج عليها، ولما وصلنا إلى طريق مسدود في فن الحوار، قررت هجرها والتفرغ لقراءة الجريدة، فبللت ابهامي بفمي وقلبت الصفحة، فأسعدني خبر قيام أحد التجار بالتبرع بمبلغ ‬38 مليون درهم لبناء مجمع للعيادات، إلا أنني تساءلت بسلامة نية: «أوكيه، بس وين بقية الهوامير!». بصراحة ما علينا منهم، فنحن لم نر منهم إلا كل خير، (يوجد خطأ في الفقرة السابقة)، المهم بللت ابهامي بفمي وقلبت الصفحة، فظهر خبر قيام بعض المطاعم في دبي والشارقة برفع أسعار وجباتها، فضحكت كما لم أضحك من قبل وكما لن أضحك من بعد، واعتبرت الخبر نكتة تُهدى لكل من صدع رؤوسنا بموضوع مراقبة الأسعار، ثم سرحت قليلاً وتذكرت حكمة كان يقولها جدي «خير جليس في الزمان تاجر»، فالتجار هم نجوم المرحلة وسادتها، ولأن الخطيئة يشترط لوقوعها الطمع، والذنوب لابد لها من جو رخاء اقتصادي، كان من الطبيعي رفع السعر، «وحلال كلناه، حرام كلناه، والرزاق بالسما والحاسد في الأرض والمطعم على الزاوية».

أبلل الإبهام وأقلب الصفحة، العالم من حولي مجرد خيبات، حروب ودمار، ودموع لا تكاد تنتهي حتى تبدأ من جديد، سورية مأساة تصلح لجميع العصور الإنسانية، ومصر على كف عفريت، خبراء ومحللون ومعلقون، سياسي يتحدث واستراتيجي يفتي وحكواتي يصرح، وأسمع كلامك أصدقك، أشوف أمورك أتعجب، ألعق إبهامي وأقلب الصفحات وأصل إلى الصفحات الاقتصادية، حوار مع شاب دخل حديثاً عالم «البيزنس» نشطت لديه منابع الحكمة فأخذ يفلسف الأوضاع بمجموعة من التصريحات، تصلح لأن تكون حجر أساس لمشروع تجاري تبدأ به حياتك.

ظللت أقلب الصفحات حتى «نشف ريجي» وصلت للصفحات الرياضية، جحظت عيناي فلا جديد تحت شمس الأندية سوى خبر وجود نية للتعاقد مع العجوز بيكهام، انهارت أحلام بداخلي بحجم جبال التبت، فربعنا كالعادة لا يتعلمون من أخطائهم، تنهدت قليلاً واحتسبت لنفسي ضربة جزاء، وأخذت أستعين بملحق الفن لعلي أجتاز مرحلة الانهيار، في الحال ارتفع ظهري كظهر قطة حيث قرأت وبعينين أكثر تركيزاً، حواراً مع راقصة اعتزلت وتحولت إلى ممثلة تخصص مسلسلات دينية، صورتها جميلة وهي تلتحف بفرو ثعلب وتفتخر وبشفاه مملوءة بالسيليكون بأنه هدية من معجب يوم أن كان جمالها يستحق الإعجاب، بالملحق نفسه عشرات الصور لمهرجان سينمائي محلي، مع صور لممثلة شقراء تمشي على السجادة الحمراء برفقة «سيكيورتي» حرصاً من المنظمين على هذا المنجم الذهبي الأشقر، وكل يغني على ليلاه، ولكن لا أحد يسأل ليلى تغني لمين؟!

رجل الأعمال الرائع عبدالسلام رفيع... شكراً.

samy_alain@hotmail.com  

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه

تويتر