5 دقائق

‬من قلب الحدث

سامي الخليفي

تحية للجميع من الزاوية إلى الزاوية من هنا من تايلاند، التي دخلتها بعد رحلة مرهقة سببها لنا الناقل الوطني، الذي قام بتأجيل الرحلة لأكثر من ست ساعات من دون إبلاغنا بذلك، علماً بأن إبلاغ المسافر يعتبر بديهة في عالم الطيران، لهذا ظللت أنا المستاء حد العذاب أذرع صالة المطار وبت فوق البطاطين في انتظار المجهول، طبعاً حدث كل هذا بعد أن صرخت وشددت شعري ولطمت وذهبت وجئت وهددت وتوعدت وانهرت فأصبت بالصبر، الذي دعاني إلى الإصابة به جملة قالتها شاكيرا ذات رقصة «واير ايفر، واير ايفر».

من بعد طول انتظار، ومن بعد بلاد تشيلنا وبلاد تحطنا وبشعور من الإحباط المؤلم وصلت إلى بانكوك، وقد أصابتني حُمى من رحلة طيران لا معنى لها، وقد تسأل عزيزي القارئ- وإن تمنيت ألا تسأل - ليش سافرت بانكوك! فأحيل سؤالك هذا لموضوع الزواج، فمن الآثار السلبية للزواج زيادة الوزن وتكدس الشحوم حتى صرت من أكبر متبرعي الكوليسترول في البلد، وبعد تجارب عدة مع برامج الريجيم وممارسة رياضة الجري العنيف ما بين السرير والكوميدينو، وبعد زيارات لمستشفيات «الداخل مفقود» تقمصت أثناءها دور الضحية بفن واقتدار، اكتشفت أن عدد الموتى في ارتفاع مستمر، وأن كلفة عملية شد البطن تبلغ ‬40 ألفاً مما تعدون، بينما تبلغ في تايلاند ‬15 ألفاً مما يعدون، وهو مبلغ مذهل وغير مسبوق لهذا كان قرار السفر، فما باليد حيلة يابو عيون كحيلة.

وقد تستغرب عزيزي القارئ - وإن تمنيت ألا تستغرب - أني أجريت العملية في اليوم التالي لوصولي، وقمت قبلها بالاتصال بولدي فقال أوصني! فأوصيته بقنواتنا الرياضية خيراً، ثم قال زدني، فقلت: يا بني لا تكن رجلاً بل كن إنساناً، فبكى وبكيت، وقال زدني، فقلت: وأنا أحتضن الممرضات وأودع الدكتور: يا بني سر في هذه الحياة بخطوات ثم تيامن حتى تبلغ مطعماً صغيراً، فإذا دخلته فقد بلغت سر الخلطة، وقبل أن أغلق في وجهه سمعته يقول زدني! فقلت «لا تنسى تشد السيفون»!

المهم العملية نجحت ومن فرحتي حاولت أسويها مرة ثانية، لكن الدكتور رفض، وأثناء فترة النقاهة نصحني الدكتور بممارسة رياضة زراعة الزهور، وها أنا ذا اليوم ليس لدي ما أقدمه لكم سوى العرق والدم والدموع وهي جملة قالها

ونستون تشرشل، وهو يخالط دموعه إبان الحرب العالمية الثانية، فأسعار العلاج في تايلاند في متناول الجميع، وكل مريض بما لديه يجود بلا ضغط أو إكراه، ووجه الشبه بين دخولك إلى الاستشاري وصحن الحمص باللحمة أن كليهما ثمنه ‬12 درهماً، وطبعاً أنا أتحدث هنا عن مستشفى يعتبر أكبر مستشفى للتجميل في آسيا، كما أكاد أجزم بأن كفاءة أطبائهم أعلى بأشواط مما نشاهده عندنا، وصدقوني، اللي ما يتعالج فيكم في بانكوك «بيفوته نص الفيلم».

ملحوظة: الولد شد السيفون!

samy_alain@hotmail.com  

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر