نصائح إلكترونية

أصاب بالذعر لكثرة ما يأتيني من «إيميلات»، بعضها يحمل النصح والإرشاد، والبعض الآخر يقوم بتهديدك إن لم تعد إرسالها أو يقسم عليك في ذلك، أو يتوّعدك بمصيبة من الله تعالى إن أنت اهملت الرسالة، ولم تبعثها إلى 50 من قائمة أصدقائك!

فمثلاً: في موضوع المقاطعة تأتيك رسائل قاطع المنتجات الأميركية، لأنها تدعم إسرائيل، قاطع المنتجات البريطانية، لأنها تدعم أميركا، قاطع المنتجات الدنماركية بسبب الكاريكاتير المسيء، قاطع المنتجات الهولندية للسبب السابق نفسه، قاطع المنتجات الألمانية «هيك من دون سبب»، وفي النهاية تجد أن الذي أرسل لك «الإيميل»، يبعثه من «لاب توب» كل البرامج التي فيه أميركية، وجالس في «ستاربكس»، بعدما تعشّى «كنتاكي»، أو تغدّى من «ماكدونالدز»،

ثم تأتيك رسائل أخرى أنكى من الأولى، تنصحك بعدم شرب الكولا، لأنها تحتوي على عصارة من أمعاء الخنزير، ولا تشرب «لبن أب»، لأنه يهيج البروستاتا، ولا تشرب «رد بول»، لأنه يسبب الزهايمر، ولا «أورنامين سي»، لأنه يسبب عقماً، ولا تأكل لحم البقر خوفاً من جنون البقر، ولا دجاجاً بسبب أنفلزنزا الطيور، ولا سمكاً بسبب إعصار «ساندي»، ولا تشرب ماء من الحنفية لأنه يحتوي على كلور، ولا تشرب ماء مفلتراً، لأنه يسبب نقص فيتامين دال، «ماذا أشرب إذاً؟؟ أسيد أم حامض الفوسفوريك؟».

ثم تأتي رسائل الترغيب والترهيب، أعد توزيع هذا «الإيميل»، وستكسب ثلاثة مليارات و854 مليوناً و740 ألف حسنة، «كأن الأخ مدقق حسنات!»، وتستقبل رسالة أخرى افتتاحيتها «أقسم بالله أنك ترسل الإيميل لكل إللي تعرفهم»، وبعد أن تكمل الإيميل يقول لك: «لا تنس أنك أقسمت في بداية الإيميل»، «طبعاً مسرور لأنه أوقعنا بالفخ»، الأمر لا يقتصر على هذا اللطف، بل قد تجد أحدهم يقوم بـ«تهزيئك»، لأنك لم تتفاعل معه، كأن يقول «إذا لم تبعث الإيميل، فأنت حقاً لا تستحقه»، وبعضها قد يتنبأ لك بـ100 مصيبة من الحجم XL ستنال منك بسبب عدم توزيعك الإيميل.

هذا غير الرسائل التي تدعوك إلى التصويت على القضايا العربية، والشخصيات الدينية، وأسماء البحار، وعروبية الأنهار، والمدن، وتثبيت العواصم على الخرائط وغيرها.

***

يووووه.. لو أن البلاد والأمجاد تستعاد بــ«الدبل كليك»، لكانت الأندلس ومن فتحوها منذ زمن في «هارد ديسك العروبة»!

ahmedalzoubi@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه.

الأكثر مشاركة