الإسلاميون في الإمارات ليسوا «مدافعين عن حقوق الإنسان»
لمدة سنتين تقريباً، يشير الغرب إلى الإسلاميين في الإمارات على أنهم ناشطون في مجال حقوق الإنسان.. وفي الواقع أنهم فعلاً ناشطون ولديهم أجندة معينة، ولكن لا يوجد شك، في أنهم ليسوا النسخة الإماراتية لنيلسون مانديلا، كما أن نظرتهم إلى البلد ليست كتلك التي حملتها ماجنا كارتا.
لقد تابعت خطابهم، خلال الأشهر القليلة الماضية على وسائل التواصل الاجتماعي بكثير من القلق ووجدته يتصف بكراهية الغير، وطائفياً، وإقصائياً، وعنصرياً تجاه الآسيويين والأفارقة والجنسيات العربية الأخرى، وفي المجمل كان بغيضاً.
على سبيل المثال، تعرضت شما حمدان (18 عاماً)، التي شاركت في البرنامج التلفزيوني Arabs Got Talent، لانتقاد شديد من طرف الإسلاميين، ووصفت بكلمات غير لائقة في اللهجة المحلية، ولا يتعين، حسب رأيهم، حتى السماح لها بالدراسة في الجامعات المحلية. وتساءلت تعليقات الإسلاميين الإماراتيين لماذا لم يتم سحب جوازها، ولماذا «منحت الجنسية» في الوقت الذي سحبت من رفقائهم!.
كما أنه غالباً ما يشار إلى حسن الدقي، أحد زعماء التيار الإسلامي في الإمارات، على أنه مدافع عن حقوق الإنسان، بينما في كتابه «ميزات» الذي صدر في ،2002 روج الدقي لنظريات «مؤامرة» لا تعد ولا تحصى حول «مشروع مسيحي يهودي فارسي» للسيطرة على المنطقة، وكانت هناك مراجع طائفية وعرقية في جميع أجزاء الكتاب.
على سبيل المثال، يشير الدقي إلى «القنبلة النووية الهندية الخطيرة» (الصفحة 50)، التي اختبرتها الهند في التسعينات، «هناك أكثر من 1.75 مليون هندي يعيشون في الإمارات»، ويذكر أيضاً الجهاد ضد الفلبين المسيحية ودولة الهندوس في كشمير، جنباً إلى جنب مع الجهاد ضد اليهود والعلويين والشيعة، ويشيد أيضاً بالحرب المقدسة في أفغانستان (صفحة 129)، ويصفها بأنها أعظم شكل من أشكال الجهاد الحديث.
خلال تصفحي الكتاب، أدركت كم سيكون الأمر مؤذياً لنموذج متسامح ومتنوع عرقياً مثل الإمارات، في حال تولى السلطة «مدافعون عن حقوق الإنسان» بهذه الأيديولوجية، وشعار الحزب، الذي يلازم حساب الدقي على «تويتر» باستمرار، يخطط لوضع حد لـ«الممارسات السياحية السلبية» في الإمارات، الذي يأتي ضمن وعود أخرى.
تتركز أكثر تغريداته على نظرية مؤامرة «المشروع الأميركي اليهودي الإيراني للسيطرة على شبه الجزيرة العربية»، وبالنسبة لليهود والمسيحيين فالدقي يدعو الله أن يرسل «زلزالاً يدمر مشروعهم» وكل من يتبعهم.
ويقول الدقي، المدافع عن حقوق الإنسان على «تويتر» إن «الشيعة اقتنصوا الفرصة في العراق عام 2003 وأعدموا صدام الذي يمثل رمزاً (للسُنَة)».
ويواصل قائلاً: إن الشيعة في البحرين والعراق واليمن والكويت والسعودية ولبنان يتبعون خطة واحدة في ما يخص سورية، وإنهم ينفذون «مخطط الخميني». وينصح «القاعدة» والإخوان المسلمين والسلفيين بالتعاون في سورية، لأن خلافاتهم تعتبر هدية ذهبية للشيعة والأميركيين.
لا شيء يفضح جهل غير الناطقين باللغة العربية من الكتاب، مثل التعليق على الأحداث الجارية في الإمارات، من دون أخذ الوقت الكافي لقراءة ما هو مكتوب، فالإشارة الى الإسلاميين على أنهم «مدافعون عن حقوق الإنسان» إهانة لنشطاء حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم، وذلك يعادل وصف: الفجر الذهبي اليوناني، وحزب الحرية في هولندا بقيادة جيرت فيلدرز أو حزب جوبيك المجري، بأنها منصات لحقوق الإنسان.
إذا أراد الغرباء تأييد الإسلاميين في الإمارات، ينبغي على الأقل الإشارة إليهم كما هم حقاً، على أنهم حركة سياسية يمينية إقصائية.
زميل غير مقيم في كلية دبي للإدارة الحكومية
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه.