ملح وسكّر

** لم يكن لقاءً عادياً مثل بقية اللقاءات، فقد حضرت الإثارة والندية والحضور الجماهيري الذي تفاعل مع أحداث وفصول لقاء الجزيرة والعين في الجولة الماضية. فعين العين حضرت وأملها بالفوز، وعين العنكبوت تمنت وطلبت من الحظ ألا يتخلى عنها كي تتجاوز محنة الهزائم التي ابتليت فيها. فهي مشكلة تطارد العنكبوت في هذا الموسم، حيث تغير الشكل العام وبات الفريق يبحث عن نفسه وعن الجزيرة الذي كان الفوز بالنسبة له مثل (شربة الماي) في المواسم الماضية. لكن مشكلة الفريق الكبرى في هذا الموسم تكمن في اللاعبين وليست بالمدرب، مثل ما أشارت الأغلبية واتهمت بوناميغو وحمّلته المسؤولية وحده. فهو اتهام باطل مردود عليه من واقع مباراتهم الأخيرة، وتحديداً في الشوط الثاني، وسر الانقلاب والتحول الذي حدث عند اللاعبين، الذين تمكنوا من تعديل النتيجة لمصلحتهم، بل كانوا قريبين من تحقيق الفوز. إذاً ما المانع في أن يظهر اللاعبون في هذا المستوى والروح العالية في جميع المباريات؟ إضافة إلى ذلك وباتفاق النقاد والمحللين، أنه لولا براعة وتألق علي خصيف في اللقاءات الماضية، لما حصل الفريق على النقاط الحالية التي جمعها في رصيده، إذ كان من الممكن أن يكون في ذيل الترتيب ورصيده صفر من النقاط. لذا فالمسألة ليست مرتبطة بمدرب بقدر ما هي مرتبطة باللاعبين أولاً وأخيراً، والذين يتوجب عليهم أن يراجعوا شريط ما مضى ويدركوا أخطاءهم وتقصيرهم بحق فريقهم الذي لم يقصّر معهم أبداً!

** اعتذار الفرنسي عبدالكريم ميتسو رسمياً بعد المرض الذي ألمّ به، وجد احتراماً وتقديراً من الساحة الرياضية التي تعاطفت مع هذا الرجل الذي ترك بصمة كبيرة في كرة الإمارات، من خلال الفوز مع المنتخب بكأس الخليج عام ،2007 وهو الأمر نفسه قد حدث مع فرقة الفهود بعد الظهور المميز والنتائج الجيدة التي خرج بها الفريق في الجولات الماضية، حيث أعطت مؤشراً إلى أن الفريق قادر على المنافسة، وأن وصل هذا الموسم مختلف عن وصل المواسم الماضية. لكن حدث ما لم يكن في الحسبان، حيث إرادة المولى عز وجل، التي لها حكمة وسر بمرضه لا يعلمه إلا هو. ومن أجل ذلك بادل أبناء الوصل تلك الخطوة بموقف أكثر شهامة ومروءة، حينما تكفّل سموّ الشيخ أحمد بن راشد آل مكتوم بمصروفات علاج المدرب ورعايته حتى شفائه بإذن الله، فهي عادة ليست بغريبة على شيوخنا الكرام، فالرجل يستحق أن يقف الجميع بجانبه أولاً من ناحية إنسانية، وثانياً للعلاقة الحميمة التي تربطه بكرة الإمارات. فنحن لا نملك له إلا الدعاء والأمنيات، وطهوراً إن شاء الله.

** البيان الذي أصدره نادي النصر اعتراضاً على قرارات الحكم، إبان لقائهم مع فريق دبي، لم يكن في توقيته أو في محله نزولاً عند رأي الأغلبية التي اتفقت على خطأ اللاعب ليما وصحة قرار الطرد الذي أتى بعد إنذار سابق وإنذار آخر بداعي التمثيل. لذا لم تكن ردة الفعل موفقة، كون المسألة انقلبت ضدهم وأصبحوا محل ملامة وعتب. لذا تبقى بعض المواقف بحاجة إلى حنكة وبصيرة، يا حبّذا لو ادخروا هذا البيان لأيام صعبة مقبلة ولأخطاء تحكيمية أكثر فداحة!

أخيراً.. ساعات قليلة وستفتح آسيا بابها من جديد، هناك في عروس الساحل وفي جلفار التاريخ، حيث ستنطلق منافسات بطولة كأس آسيا للشباب، ليبدأ معها منتخبنا الشاب المسيرة، فالحلم بات على الأبواب والأمل بأولئك الشباب من أجل إعادة تلك السيرة والفوز بالكأس الشهيرة. فلا مكان للتسويف ولا داعي للتخويف، لأننا ندرك أن المطلب والمسعى قاهر، كون العين تنصب على الأول، إذ لا فرق بين ثانٍ وعاشر!

Twitter: @Yousif_alahmed

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه.

الأكثر مشاركة