5 دقائق

أنا والخروف وهواك

سامي الخليفي

الجمعة عيد ع الدنيا سعيد، فكل عام وأنت بخير مقدماً، ومن اليوم وحتى نهاية العيد ستبدأ البحث عن الهدوء لكن الهدوء لن يبحث عنك ـ امسك الخروف علشان أعرف أكتب ـ فمن المظاهر الجميلة للعيد اختفاء النصابين وظهور القصابين، وعندنا في البيت نقيم الولائم والليالي الملاح بمناسبة ومن دون مناسبة، فنحن على قناعة بأننا لو توقفنا عن أكل اللحم توقفت الأرض عن الدوران وكفت الحياة عن الحياة، ومشكلة الكتابة أنها تبدأ بالفكرة وتنتهي برأي القارئ، ففي كل شيء النهاية هي الأهم.

ومنذ ظهور صورتي في الجريدة ـ صدقني أنا مش أشلق بس شكلي كده ـ أصبحت أعاني من مغص في الرأس وصداع في البطن، فزميل يطالبني بالحديث عن الغلاء وقارئ يتمنى الكتابة عن طلبات الإسكان وكأن المسألة مزاج وأمر عسكري، وغاب عن الجميع أن الكاتب ضمير والضمير صيحة نفس، ـ ويا أهل العشق دلوني وين الصبر ينبااااااع ـ !! أكيد مش في الصيدلية!

وأنا لا يعجبني العجب ولا حتى الأذان في مالطا، ودوماً ما أستحضر مقولة جوركي ـ لقد خُلقتُ لأعترض (لا تفهمني غلط أروح فيها بعدين )، وتعال نسترجع معاً أحداث الأسبوع الفائت، ففور انتهاء قرعة «خليجي 21» في البحرين ظهر تصريح من داخل القاعة يؤكد أن مشاركتنا لن تكون للسياحة، وطبعاً انت سيد العارفين وتعرف ان الغبار يسبب الربو، والحماس الرومانسي يسبب التصريحات، ففي نهاية كل بطولة نكتشف أننا فعلاً ذهبنا للسياحة والنقاهة والاستجمام ـ نظام شاليهات يعني ـ وتستمر الحياة وتستمر معها التصريحات.

وآخر الأحزان تصريح للاستهلاك المحلي لخبراء يقولون إن منتخبنا أقوى منتخب خليجي، فرحم الله شكسبير حين قال ـ كلمات كلمات كلمات ـ فأرجوكم دعوا التصريحات المعلبة المقيدة ضد مجهول وانتبهوا لقضية ـ قرود الرمال ـ المقيدة ضد معلوم، فما الذي أنت فاعله يا اتحاد الكرة!! جاوب لكن بلا زعل علشان مفاصلك.

ذكرني وين وصلنا! أيوه تذكرت، ومن يوم ابتعدت ـ اتصالات ـ عن حل مشكلة ضعف الإرسال وتفرغت لرعاية الدوري، ابتعدت زوجتي عن البيت وتفرغت للعناية بوظيفتها، ولأن الله مع المنكسرين جابر، بدأت أهتم بقراءة أخبار كواكب السينما ونجوم حريم السلطان وفضائح المجتمعات وأسرار العائلات وويلات الحروب وسقوط التيجان ودك العروش، وصرت لا أستغرب حين أجد الغرب يستنسخ نعجة ونستنسخ نحن برامج تلفزيون.

شكراً، هات الخروف.

samy_alain@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر