5 دقائق

إلى بوسطن مع التحية

سامي الخليفي

ولدي الغالي.. «واتس آب».

أكتب لك رسالتي هذه وأنا أنتظر دوري لتجديد بطاقة الهوية، فقد انتهت السنوات الخمس ولم أستفد منها في شيء، ملاحظة: الحرب العالمية الأولى استمرت أربع سنوات، «بيليف مي»، كم أنا مشتاق لآخذك بالحضن لولا خوفي من الإيدز، عموماً، كيف حالك أيها المغترب في البلد اللي زهقنا من كثرة إعجابنا به، أعني بلاد الأنكل سام!

«ماي دير» مازلت أعمل يومياً في نفس الشركة كأي إنسان شريف وبائس يؤمن بأن خير العمل ما قل ودل، وكما ترى - أم أنك لا ترى - فنحن نستعد لعيد الأضحى، إذ تم ترقيم الأضاحي وسيتم البيع على حسب الوزن، وطبعاً إذا قلت لي وما المشكلة في ذلك؟ أرد عليك وبكبرياء دوق إنجليزي عاطل، بأن هذا الأمر للأسف لن يزيد رصيدنا في سجل حقوق الحيوان.

 

إذا سألتني عن الأوضاع هنا فهي أكثر من «فانتاستك»، حيث شاع الصلع بين النساء، وصار التنافس محموماً، ليس للقراءة، بل لشراء محال الموبايل، والأغرب من هذا وذاك أننا كلما انتهينا من بناء جسر أو شارع زاد الزحام «سو دونت بي أنغري»، ولا تلتفت للخلف واستمر في قراءة الرسالة، واجعل من الماضي ذكرى تقال، وأعرض عن الحاضر، كفاك جدلاً.

 

تسألني عن البطالة - أبشرك - طالت الطوابير واستطالت ووصلت لمستويات تؤهلنا لملاقاة البرازيل على المركزين الثالث والرابع، «سو وات»، فهذا أمر لا يزعجني لأنني أعيش في زمن الدهشة، أخوك الصغير حصل على دبلوم بطالة وأختك على ماجستير إعانة، وما بين الدبلوم والماجستير استراحة ربع ساعة نقضيها مرغمين لعدم وجود السند والواسطة سياحة بين معارض التوظيف، وكلما دخلنا على مسؤول في «الإتش آر» وسألناه عن الشواغر وجدناه يرسم على وجهه ملامح الممثلة أمينة رزق الحزينة، ثم يفرد كفيه أمام صدره ويقول بانكسار: من وين يا حسرة؟ أما نصيحتي لك فلا تستعجل التخرج وخذ راحتك، وقل بسم الله الشافي المعافي، ولا تشيل أي هم أو أي شيء خفيف ترى ماشي وظايف، وللأسف صارت الواسطة اتجاهاً سائداً وأسلوباً عاماً، ومدرسة بأكملها، وأبوك للحين ما يعرف أحد «قيف مي فايف».

 

«تيك كير دود»، وتذكر أن كل شيء بقضاء ما بأيدينا خلقنا تعساء.

 

«يورز سنسيرلي.. دادي».

 samy_alain@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر