5دقائق

فاجعة فوق السحاب

سامي الخليفي

كتبنا وما كتبنا، ويا خسارة ما كتبنا (فيروز)، ومن بعد الأشواق وتسرب الامتحانات، وإهمال رفع العلم في حفل ختام أولمبياد لندن، اكتشفت «وبالصدفة» أننا في عصر الجوائز، هذا رقم واحد، أما رقم اثنان فلاحظت من الإحصاءات في رمضان أن المشاهد العربي يحب التاريخ لا المستقبل، فأرجو من القارئ الكريم اتباع إجراءات السلامة، وربط الحزام استعداداً للإقلاع.

جميعنا اليوم «بالصلاة على النبي» يرفض أي زيادة ما عدا زيادة الراتب، مع هذا فالكابوس قادم لا محالة، فلا تجهد نفسك، فقد وجب تجاهلك حتى إشعار آخر، فأرجو أن تعتبر الزيادة من قبيل النيران الصديقة، وتقبل الموضوع بصدر رحب لأن «ما حولك أحد» وحاول أن تكون بسيطاً وجاداً كتاجر شنطة في رحلة عمل، فربما يكون الهدف من الزيادة السنوية للمدارس تنشيط الدورة الدموية لأولياء الأمور «للطائرة ثمانية مخارج للطوارئ» ومحسوبك سيودع أبناءه الأسبوع المقبل عند أبواب المدارس على أمل اللقاء بهم على أعتاب البطالة «عقبال الأنجال» وأنا كزوج أحب مشاهدة القمر مع بيتزا وسط لشخصين، أما ككاتب وصاحب رسالة (لا أعلم ما مضمونها، لكن مع الأيام سأكتشفه)، سأظل أردد ما كان يردده الفيلسوف جورج سانتيانا «يالييييل ما أطولك»، ملحوظة: «سترة النجاة تحت المقعد».

نحلق بك الآن على ارتفاع 30 ألف قدم مقاس ،42 وننتقل معك من ضفة الرسوم الدراسية إلى ضفة أسعار وجبات المطاعم، فقبل يومين جلست النهار بطوله، والليل بعرضه، أضرب أخماس في أسداس، وأفكر في تصريح وزارة الاقتصاد وعدم موافقتها على زيادة أسعار السلع ووجبات المطاعم «أضاء الكابتن إشارة ربط الأحزمة»، فذهبت للسوق واكتشفت أن المطاعم تمتلئ بالمخطوبين والعشاق وتخلو تماماً من المتزوجين، وإن إللي كان سعره عشرة صار عشرين، والصحن يُملأ بنصف الوجبة، لهذا وتحقيقاً لحلم الشفافية أتمنى نزول منتخب الاقتصاد إلى ساحة الملعب الصابوني للتأكد من جودة الكرة، فإذا نزلوا فهذا جزاء موفور لسعي مشكور، وإذا لم ينزلوا فهذا دليل على أن «مرسي الزناتي اتهزم يا منز».

بعد أن انغرس الطمع في النفوس، وتعهده البعض بالسقيا حتى نما وأينع وأثمر، فأصبح الاستغلال بالمفرق والنهب بالجملة، ويا بسمة الثغر الخجول إن كان عندك لي حلول، وعلى رأي «فان جوخ» لن تنتهي التعاسة من هذا العالم، ففي الحياة يموت النخل واقفاً ويعيش السمك في الماء، ويتجدد كل شيء عدا المدير، وإذا كان الكاتب مجنون فلازم يكون القارئ عاقل « تعرف عايضءء وفي هذه اللحظة تتدلى كمامات الأكسجين، فخذ وضعية الجلوس للهبوط الاضطراري عمودياً على الماء، وها هو الكابتن يحييك ويتركك مع تجربة ولا أروع وسط أسماك القرش، لكي يجتمع لك شرف معايشة فيلم «تيتانيك» مع فيلم الفك المفترس.

ترجمة: معامل أنيس عبيد بالقاهرة.

amy_alain@hotmail.com  

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر