عام جديد
اقتربت السنة الدراسية الجديدة، وسط أخبار سارة عن استعدادات للاستقبال، بلغت 90٪، على مستوى الصيانة المدرسية وتجهيز الكتب الدراسية، وتجاوزت النسبة في أماكن أخرى الـ100٪، من الجهوزية ودرجة الاستعداد لاستقبال العام الجديد. وهذه أخبار مفرحة نرجو ألا تنغصها حوادث تقفز من الخلف، كتقليد سنوي، عن أجهزة تكييف لا تعمل، أو نقص في مدرسين، أو مشكلات مع حافلات النقل، فنعود لندور مع الأسطوانة السنوية، في تكرار الأعذار، وتقاذف الأطراف كرة النار.
وفي الجانب الثاني من المشهد، فإن حرارة قرب اللقاء بالعام الدراسي الجديد بدأت تشتد على جيوب أولياء الأمور. في سوق القرطاسية بدأت ساخنة بشكاوى عن أسعار تسير نحو كسر أرقام العام الفائت، وفي سوق المدارس الخاصة بدأت ملتهبة بزيادات في الرسوم لدى بعضها، بلغت 100٪. ومع هذه المستجدات نتوقع جولة ساخنة من الأنين والشكوى من نار أسعار لم تعد محتملة، بعد موسمَيْ رمضان وعيد الفطر، اللذين أخذا من الميزانيات العائلية الكثير، ولم يُبقيا من الرواتب المصروفة مبكرا غير ما يستر الحال، حتى نهاية الشهر.
تجار القرطاسية يعتبرون بداية العام الدراسي موسمهم ـ كما لسائر التجار مواسمهم ـ الذي تزدهر فيه تجارتهم، وإن أدى إلى بوار دخول الناس وتعثر أحوالهم. والمدارس الخاصة صار لها مع كل فصل دراسي فصل جديد من تكاليف جديدة تفرضها على زبائنها، متسلحة بالأمر الواقع الذي تفرضه زيادة الطلب بحكم الزيادة السكانية. وداخل حزمة المصاريف المطلوبة على الطالب تتفنن المدارس في اختراع الرسوم الجانبية الملزمة غير القابلة للاختيار.
ولأن التعليم صار ضرورة كالمأكل والمسكن، فإن لسان حال أولياء الأمور يقول: «مجبر أخاك لا بطل»، والحل طريقه البنوك، وحلول البنوك كلها مركبة!
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .