5 دقائق

قليل من كثير

سامي الخليفي

أكتب المقال اليوم للقارئ الكريم الذي دفع درهمين، ولا أكتبه للقارئ القابع في حانة الفلاسفة (تويتر) الذي يقوم «بسنّ» السكاكين مطالباً بالتطهير والقصاص لكل من يخالفه الرأي، فحذار (على طريقة الأخضر بريش) من أخذ الحكمة من أفواه المغردين، وكن مثل صديقي «الديزل» الذي لا يثق بمن تعدى الـ،30 والمسألة بسيطة، فمن أراد الحق بحث عن الحقيقة، ومن رغب في الحب بحث عن الحبيبة، ولكي أوفر عليك مشقة التنبؤ بالمستقبل، وبناء على الحسابات الفلكية، يسعدني ويشرفني إعلامك بقرب ظهور هلال التصريحات التي ستؤكد انتهاء أعمال صيانة المدارس، فأرجو منك أن تحتفظ برباطة جأشك مع نسخة من كل تصريح في مكان جاف بعيداً عن متناول الأطفال، إذ ستحتاج إلى جميع النسخ لكي «تهف» بها مع بداية العام الدراسي على وجه أبنائك التلاميذ.

وبسببك، وبسبب العيد واحتجاب الجريدة عشقت ثلاثة: السهر والحزن والدمعة، فذهبت للمستشفى، وبعد أن تمنى لي الطبيب الشفاء العاجل ثلاث مرات في اليوم، نصحني بالنوم بوضعية الجنين، وأن أتأكد من وجود «الحرز» تحت المخدة، وألا أسهر حتى لا تفوتني الكوابيس، ولأني رياضي ولا أتعلم من أخطائي، طلب مني الجلوس يومياً خارج المقهى والاستمتاع بمتابعة «التمثيل المشرف وهروب ميتسو وعودة مارادونا»، ثم ذكرني بأن أبتسم عند الهزيمة وأن أتواضع عند النصر، وأن أدفع الحساب عند «الكاونتر»، ومع خروجي من المستشفى وأثناء تجوالي في «النت» تعثرت بتسريبات موقع «ويكليكس»، الذي كشف انتشار ظواهر بسيطة في المجتمع، مثل السحر والشعوذة والتنجيم وتحضير الأسياد، وبسببها زادت حالات الطلاق، وانخفضت معدلات الخصوبة، وضاع الحب في زمن الكوليرا، فهل نحن - ليت شعري- نتجه مباشرة إلى جبل الجليد لنرتطم به أسوة بالتيتانيك! - تعليقك يا زول -!

من وجهة نظري «وجهة نظر إيه يابو وجهة نظر»، لا أستطيع إعطاءك اجابة محددة للسؤال السابق قبل ظهور نتائج التحاليل، وبمناسبة الحديث عن الطلاق، فقد ظهرت فئة من الشباب تقبل بمنطق استغلال الإنسان لأخيه الإنسان، فما عاد الشاب يفرق بين عقد النكاح وعقد العمل، وما عادت تسمح له عزة النفس بالانحناء قليلاً لكي تمر أبسط عواصف مشكلاته الزوجية، لهذا يقع الطلاق لكي تظهر «فاتن حمامة» بطلة البداية في فيلم «لاعزاء للسيدات»، لتحقق المعادلة الصعبة وتنتصر للمطلقات في مجتمع يقدس الشائعات، ولأننا في زمن ينعق فيه الغراب فتجاوبه دجاجة، وتزرع فيه «وردة» تطلعلك «أم كلثوم»، أصبح التفاهم بين الأزواج مفقوداً، بدليل أن المدام عندي تحب الماكياج، فطلبت منها على العشاء «بيض عيون»، فقامت ووضعت فوق البيض عدسات، فيا أيها الشباب، رفقاً بالقوارير قبل أن تختلط الأشجان بالأشجان وتحجب الدموع بقية السطور.

تم تسجيل الخروج بنجاح، نتمنى أن نراك قريباً.

samy_alain@hotmail.com  

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر