5 دقائق

أصبحنا على ما أمسينا!

سامي الخليفي

«لولا الملامة يا هوى لولا الملامة، لأفرد جناحي عالهوا زي اليمامة»، انتهى الأولمبياد وانفض السامر وطارت الطيور بأرزاقها «وميدالياتها»، وعاد اللاعبون مع كامل «الأستاف» حاملين بيرق الإخفاق، وليسمح لي الآن سدنة الرياضة ومفكروها بأن أستثمر الوقت في تقليب المواجع وتوجيه السؤال الحائر: إذا كان ذهابنا إلى أولمبياد بكين للاحتكاك، وإلى أولمبياد لندن لاكتساب الخبرة، فأين ستكون المنافسة الحقيقية بالضبط؟!

في كل بطولة نرى الفوز يتحقق في الصحف وبرامج التحليل، ويُفتقد في الملاعب، وفي لندن أنهى لاعبونا مشاركاتهم بنتائج كارثية عرفها القاصي والداني، والواقف والجالس، والأعمى والبصير، والكاعب والشمطاء، وهي نتائج كفيلة بأن نعلن لأجلها حالة الحداد على المستوى الرياضي الذي وصلنا إليه، فالفرق شاسع بين من شارك بمبدأ «أنت وحظك»، ومن شارك بمبدأ «سأحاول ما بوسعي لحصد الذهب»، فالذي يخطط سيصل حتماً إلى مبتغاه، والذي يتخبط سيظل يعيد الواجب ومن أول السطر، وحين سألني صديقي «النوبي» عن الميداليات، أجبته بأنها في ثاني درج على اليمين في المطبخ، وحين سأل عن النتائج نصحته بنسيان الموضوع مع غسل يديه بصابون اللامبالاة، فالعاجز عن الحصول على النقاط يبقى عاجزاً عن الحصول ولو على ميدالية من صفيح، وسيستمر في تطبيق نظرية المحشي لمكتشفها «الديزل» والتي تقوم على الأسس التالية «حصل خير، هاردلك كابتن، خيرها في غيرها، والجايات أكثر».

للألعاب الأولمبية تاريخها، فأول فائز في الأولمبياد قديماً طاهٍ اسمه «كوربوس»، أما أكثر الرياضيين تتويجاً بالميداليات فسباح أميركي يلقب بالدولفين، يدعى «مايكل فيلبس»، فدعونا من الطاهي وتعالوا نلتفت للدولفين الذي كان يتعرض في طفولته للتعليقات والسخرية من زملاء الفصل، وذلك لكبر حجم أذنيه، لهذا أخذ ينطوي على نفسه فقررت أمه تسجيلة في نادٍ للسباحة، سأتوقف هنا لأن بقية القصة معروفة وخاتمتها تشاهدونها على منصات التتويج، والمطلوب من الجميع الآن البحث عن طالب كبير الأذنين ومنطوٍ على نفسه قررت والدته تسجيله في ناد للسباحة، كي نقدمه هدية لاتحاد السباحة ونبدأ معه ومعهم الخطوة الأولى الصحيحة في تحسين أحوال الرياضة، فمن أراد المواهب وجدها في المدارس، ومن أراد المصالح وجدها في الأندية، ومن الحب ما قتل، ومن التصريحات ما قتل أيضاً، واقرأ معي تصريح رئيس اتحاد ألعاب القوى الذي يقول فيه «جاءت النتائج طبيعية ومتوقعة، ولم تكن مفاجئة بالنسبة لنا، كونهم (أي اتحاد القوى) لم يكونوا يفكرون في الحصول على ميدالية في حدث عالمي مثل الأولمبياد»، «زغرتي ياللي منتيش غرمانه»، لهذا ارفع رأسك عزيزي القارئ وانظر إلى السماء المزدحمة بالنجوم وكرر لنفسك «هانت»، ثم ادعو في سرك أن يتوقف البعض عن التفكير بأسلوب التجار والمقاولين، وأن ينظروا إلى مستقبل الرياضة بأسلوب احترافي حقيقي.

هرمنا.. بل سئمنا!

samy_alain@hotmail.com  

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر