5 دقائق

تعرف إيه عن المنطق؟!

سامي الخليفي

الكل ضد السمنة والوجبات السريعة والزواج بثانية، ومع الرياضة بنوعيها استوديوهات ومباريات، ومن ينزل للشوارع ويشوف «الكروش» سيقتنع بأن الأقوال غير الأفعال «اضغط هنا لمشاهدة الصور»، وسيتأكد أن المبادئ على الورق شيء، وتطبيقها عملياً شيء آخر، حتى صار من الطبيعي أن أشاهد جارتنا (أم عبيد)، وهي تأخذ أبناءها إلى مدارسهم الخاصة، ثم تذهب إلى عملها في مدرسة حكومية، ومن يتابع كأس الأمم المتحضرة سيجد مهاجمين كباراً وهضاب دفاع أفذاذاً، لا يشاركون للتمثيل المشرف، فيما لا يشرف أو ينتظرون نفحة سخية في نهاية كل مشوار، ومعلوماتي في الرياضة توقفت منذ اعتزال «زهير بخيت»، فمن يومها لم أشاهد أية موهبة، رغم أن التناسل قائم على قدم وساق، وكامن في زهرة عباد الشمس أيها اللون الأصفر يا أنا «فان جوخ».

وأنا بطبعي رياضي، أحب الجري وراء الرزق، والغطس إلى آخر الشهر، والظاهرة الغريبة التي لا أجد لها تفسيراً هي الهوس الإعلامي للبطولات، فمع اقتراب أي بطولة تستنفر الجهود وتهدر الطاقات وتُجيش الجرائد، ثم تُنصب الاستوديوهات «وخذلك عاد من هالجو»، فتارة يتحدث عتاة التحليل عن خطة اللعب وتارة عن المدرب، وفي وسط كل تلك التارات يفاجئك المنتخب بالخسارة حين لا تتوقعها «نكسة الهند»، ثم يصدمك بالفوز من حيث لا تحتسب «غزوة أوزبكستان»، «فاصل ونواصل»، شاب ماشي في الشارع فلقي طفلة مولودة حديثاً بجانب حاوية قمامة فأخذها ورباها ثم اكتشف بعد سنين أنها أمه، (نرجع لموضوعنا) ولإضافة الإثارة والتشويق تجرى انتخابات رياضية، فيستأصل عضو ويزرع آخر «بداله»، ثم توزع المناصب على مدمنيها، وتبقى الوجوه نفس الوجوه (لتحميل الصور اضغط هنا)، وتبقى النتائج «هي هي»، «فيا لائمي في هواه والهوى قدر»، «قم اوقف وانته بتكلمني»!

عزيزي الرياضي، لكل دوري خصائصه، ولكل منتخب نتائجه، وما ينفع في الأرجنتين ليس بالضرورة ينفع هنا، فالرياضة في نظر البعض «فن وذوق ومنشطات»، وسنوياً يقدم رئيس رابطة المشجعين استقالته، على الرغم من أن المدرجات تنادي للجمهور «يا ناسيني»، وحين نطح زيدان اللاعب ماتيرازي قامت الدنيا (وعلى ما أعتقد قعدت)، وحين نطح ماجد ناصر لاعب المحرق قامت الدنيا (ومازالت قائمة)، والسبب دخول رجال الدين على الخط (اترك رسالتك بعد سماع النغمة)، فبسببهم بدأ الجمهور يتعرق كثيراً، ويسرح كثيراً، وظهرت على ظهره الحبوب، فجاء العلاج بالإكثار من شرب اليانسون، وإغلاق النوافذ والإبقاء على مارادونا (على الرغم من خلو سجله من أي لقب أو بطولة، خلال مسيرته التدريبية) مدرباً للفريق، «ويا فؤادي لا تسل أين الهوى، كان صرحاً من خيال فهوى».

samy_alain@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر