5 دقائق

لمن تُقرع الأجراس

سامي الخليفي

** الدنيا فيها مشاكل، لهذا أي شيء تقرأه هنا لا تروح تقوله برا، فأنا أكتب وسرعتي مراقبة، لهذا سأطلب منك أن ننحرف قليلاً لجهة الشمال لزيارة أقرب مدرسة، فهناك سنجد «سيكيورتي» ضخم الجثة عريض المنكبين، سيخبرنا بعد أن نأخذ ونعطي معه في الكلام أن المحصلة النهائية للمناهج الدراسية «خبصة»، وإن صادف ورأينا أحد قدامى العاملين في المجال التربوي وسألناه عن الأوضاع فسيجيبك «يالله بحسن الخاتمة» بمعنى «أنا لا أهتم، اذن أنا مبسوط»، صح يا رجال.. أيوه صح.

** في منتصف أرضية صالة البيت بلاطة مكسورة، وأنا حالف 100 يمين و30 شمال ما اصلحها حتى نستقر على منهج دراسي واحد، ومن مبدأ أن «الجديد حبه شديد» نجد البعض «خرمان تجارب»، مرة منهج أميركي ويوم استرالي، وبعده نيوزيلندي، وبسبب هذا التخبط والعشوائية فوجئنا برسوب الطالب الذي طالما احترف الغش، ومن فاته حفل مادونا لن يفوته حفل بريتني، ومن لم يشاهد عبور كوكب الزهرة أمام الشمس، سيشاهد هجرة الطيور من أمام الشمس أيضاً، فالعالم المتقدم انتهى من عصر الذرة ودخل مرحلة عصر الليمون، ونحن يا نجرب المناهج، يا يجربوا مناهجهم فينا، ويا ليل الصب متى غده أقيام الساعة موعده.

** راحت أيام وجاءت أيام، ومضى «مترو» العمر، وتعب العقل وغابت عن الذاكرة الذاكرة، فمرحباً بك في زمن اللامبالاة الجليدية، حيث ظهرت سلالة جديدة من الطلبة تذهب للمدرسة على أساس انها شيء يقضى والسلام، وفي زخم أحداث الحياة مازلت انتظر ثلاثة أشياء: الراتب، وزيارة مارادونا لفلسطين، وولادة شاكيرا، والدنيا دوارة، فكما نال المعلم قسطه من التقدير والاحترام، جاء الدور على المطرب، فما يعانيه من تدريب وجهد وكفاح في رحلة الفن جدير بأن ينال عليه قبلة فوق الراس، وسؤال الحلقة الإجباري: اشرح ـ مع الرسم ـ قول الشاعر «قم للمغني وفه التبجيلا» مع ذكر أسماء المطربين الذين جعلوا خيال الشاعر يرتقي في ذلك البيت والبيت اللي بجنبه.

** سيدي القاضي حضرات المستشارين، يمشي المعلم وكل شيء ضده، وما يحدث له يحتاج لموال من مواويل المبجل «ابو نورة»، فهناك قرارات تشيله، وتعاميم تحطه، وأحداث تقفز به إلى المجهول، فأصبح كمن وقع في حقل ألغام لا أمل له سوى الرضوخ والاستسلام، مع هذا نجده يحيا صعوبة الحياة وندرة الأمل بنفس راضية، مستعصماً بالله ثم بالصبر لأن الصبر طيب، الصبر جميل، الصبر مفتاح الفرج، وهو أيضاً مفتاح بقائه معلقاً على سلك التعليم البرونزي .

لك الله أيها المعلم، ولنا الصبر والسلوان.

samy_alain@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر