ذياب وحلاحلة.. وآخرون

قضية الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، ومعاناتهم المأساوية، قضية وطنية وسياسية في المقام الاول قبل ان تكون قضية انسانية، تهم الداخل الفلسطيني، والمحيط الخارجي عربيا وإسلاميا ودوليا،لانها ليست كغيرها من قضايا الاعتقال السياسي في العالم، لان الكيان الصهيوني لا يعترف لهؤلاء الأسرى بحقوق باعتبارهم مناضلين من أجل الحرية، وانما يتعامل معهم «كإرهابيين أو خارجين عن القانون» متجاهلا المواثيق الدولية حول معاملة الأسرى. وللاسف هناك تقصير من جانبنا كعرب ومسلمين تجاه قضية الاسرى العادلة التي لم تجد الاهتمام الكافي، لولا المبادرات الشجاعة من جانب هؤلاء المنسيين في سجون الاحتلال، بالاضراب عن الطعام معرضين حياتهم للموت، مثلما فعل المعتقل الإداري عدنان خضر والمعتقلة هناء شلبي، والان الاسيران المضربان منذ 68 يوما، بلال ذياب وثائر حلاحلة، وآخرون ساروا على دربهما.

دخول إضراب مئات الأسرى الفلسطينيين عن الطعام، أسبوعه الثالث، احتجاجاً على الممارسات التعسفية، التى تمارسها إدارة السجون الإسرائيلية بحقهم، ينذر بعواقب وخيمة وانفجار لن يبقى داخل اسوار السجن وإنما سيمتد للخارج ويتحول الى انتفاضة شاملة، في حال حصول مكروه لاي اسير، خصوصا بعد التحركات المكثفة لبعثة فلسطين لدى الامم المتحدة في جنيف بهدف رفع المعاناة عن كاهلهم.

إن مطالب الاسرى الفلسطينيين القابعين في السجون ومراكز الاحتجاز الإسرائيلية بالأراضي المحتلة، المتمثلة في تحسين ظروف اعتقالهم والسماح بمزيد من الزيارات العائلية وزيارات المحامين وإنهاء الاعتقال الاداري والعزل الانفرادي، والغرامات اليومية والحرمان من الكهرباء وعمليات التفتيش العشوائية للزنازين، هي مطالب مشروعة، ولكن ان تكتفي إسرائيل بإعطائهم بعض الحقوق الهزيلة والمخادعة التي لا ترتقي للحد الأدنى لما يطالب به المضربون، لن يحسن صورتها البشعة بل قد تدفع الاسرى الى تصعيد الإضراب، ليطال سجون الاحتلال كافة، لان قضيتهم مفتوحة على كل الاحتمالات والأيام المقبلة مفصلية وحاسمة.

إن تحرك القيادة الفلسطينية لعرض قضية الأسرى على الأمم المتحدة وتدويلها، خطوة مهمة، وإن كانت متأخرة، لكنها بداية لمسيرة طويلة وشاقة تتطلب توافق كل القوى السياسية الفلسطينية، والدعم والتأييد العربي والاسلامي، والاستمرار في الضغط على الجهات الدولية ذات الشأن، حتى استرداد الحق، وألا يكون التحرك لمجرد الضجيج الاعلامي فقط والاكتفاء بقرارات الادانة والشجب والاستنكار، التي لا تفيد اسرى يذوقون على مدار الساعة صنوف العذاب أفرادا وجماعات داخل زنازين الاحتلال.

وفي انتظار الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين، اليوم، لمناقشة الوضع المأساوي لأسرى «الامعاء الخاوية»، لابد ان نذكر ونتذكر دوما أن وراء كل أسير أو أسيرة قصة بطولة وصمود، وحكاية إنسانية ومعاناة، ومأساة عائلة تتجرع الحسرات والأوجاع.

jaafar438@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

الأكثر مشاركة