مصر والأيدي الخفية

مصر هي قلب الأمة النابض وضميرها الحي، وعندما تنبض مصر بالعافية تسيل الدماء في عروق الأمة سعياً خلف النهضة وسيراً على طريق التمكين، وعندما تتغلب مصر على كل محاولات التشويش والتشويه يتأهب ضميرها لصد مؤامرات التمزيق بين اوطان العرب ومحاولات استلاب إرادة العرب والمسلمين. ولذلك تتسابق كل الأيادي الخفية لإشغال مصر بنفسها، مرة في ميادين التغيير ومرة أخرى في ملاعب الكرة، ثم توسيع دائرة التتويه بافتعال ازمات وفتن مع جسدها العربي الذي يبادلها الأمل كما كان يبادلها الألم، والهدف هو تضييع الاتجاهات وتضييق الخيارات على مصر وعلى كل شقيقاتها المتحلقات حولها. لذلك يكبر القلق على حال الأمة كلما تعرضت الحكمة في أرض الكنانة للمزيد من الاستلاب، وبدت البوصلة متضاربة الاتجاهات، وانعدمت الحيلة من يد الماسكين بالزمام، ليزداد العاملون في الخفاء قوة في توجيه الدفة لشر مصر والعرب، فالعرب أقوياء بمصر، ومصر لا تكون قوية إلا بظهر من أشقائها العرب، وبقدر ما تشد هذه المعادلة اهتمام كل عربي فإنها تؤرق أعداء مصر والعرب، في المحيط القريب والبعيد الغريب. ولا يعدم هذا العدو وسيلة لفك رموز هذه المعادلة، وتغيير نسائم ياسمين وزهور الربيع العربي الى هبوب خبيثة تفوح منها روائح الدس وإذكاء الفتن وإثارة حمية الجاهلية.

ضرب مصر بأشقائها هو الخطوة الثانية بعد ضرب المصريين بالمصريين، وإشعال أزمات مع دول عربية، كانت ولاتزال عنصر دعم وقوة لمصر، هو المرحلة التالية من سيناريو منع مصر من التفرغ لهذا الدور، وسيجد هذا المخطط الكثير من الآذان المصغية والقلوب المريضة في ساحة الإعلام وفضاءاته المنظورة والافتراضية، وسيجد من الغوغاء داخل مصر وخارجها من يردد هذا النشاز المدمر، لذلك لابد من هجوم مضاد يمنع الانهيار ويعيد للقلب نبضه في جسد الأمة.

adel.m.alrashed@gmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

الأكثر مشاركة