5 دقائق

تحت المجهر

سامي الخليفي

** أنا اسمي سامي، وفي المنزل الحاج، والعمل حمدان، أما المنتديات ريانة العود، أحب النوم وأعشق الكسل، عاصرت زهير والطلياني والقناص والسواح والطواش والكابتن ماجد وجميع طاقم الطائرة يتمنى لكم رحلة سعيدة، أنا من جيل أي شيء مبكر، زواج مبكر، نهوض مبكر، تقاعد مبكر، لهذا تقاعدت مبكراً لأتفرغ لتربية زوجتي وأبنائي، والنتيجة نجاح العملية وموت المريض، وأي دمعة حزن لا لا لا.

** أرجوك خلي البساط أحمدي، ولا تعايرني أو أعايرك، فالهم طايلني وطايلك، والهم تجده في كل بيت، ودار، وزنقة، فمثلاً حين أناقش المدام عن أهمية التوفير، تحدثني عن المكياج، أحدثها عن الارتفاع في اسعار تذاكر السينما، فتلوي بوزها باشمئزاز وتحدثني عن فستان الممثلة الشرسة التي أرهقت أعصاب الصائمين «سمارة»، ورمضان جانا أهلاً رمضان، طبعاً دخولها المطبخ يعتبر خط أحمر، لا يجوز العبث فيه أو اللعب في حرمه أو إلى جواره، واسمح لي أن أكتب كل اللي في خاطري، فكل يوم جرح جديد، وكل ساعة مفاجأة غادرة، فقد كانت قعدة البيت للنسوان وأصبحت اليوم للخدم!

** عندي ولد وبنتين، الولد يقول انه طالب جامعي وأنا متأكد انه طالب واحد فول، لا يذاكر ولا يهتم «خبر خير»، لقيته مره بالصدفة في البيت، فسألته عن رأيه في الديمقراطية فابتسم من الاذن للأذن وأجاب: مارلبورو أحسن منها، فاحتضنته احتضان الفقمة لولدها، وبدأ يحلف برأسي بأنه لا يدخن إلا وقت الضرورة، وحين سألته ومتى وقت الضرورة هذا؟ أجاب: حين أرغب في التدخين، أما بناتي فوحده «زبونه صالونات» والثانية «زبونه مولات» شباب، وفراغ ومال، فإما حياة تسر الصديق وإما ممات يغيظ العدا!

** يقع بيتنا بجانب مقبرة، يعني نحن ساكنين في الدنيا وشايفين الآخرة، البيت صاير فندق، لا يوحشه من غاب ولا يؤنسه من حضر، الكل مشغول بالعبور للمستقبل، إذا سألتم عن اصدقائي فهما «النوبي والديزل» واحد «يزر طبول» والثاني تخصص «كاسر ورحماني»، «وعنبر يو الأصلي في ساحلنا موجود»، طبعاً في طفولتي لم تكن لدي طفولة على رأي «تشيخوف»، فقد كان الوالد يتلذذ بضربي يومياً، أمي تقول يمكن بحثاً عن الرزق وقتلاً للفراغ، وبصراحة كم أتمنى أن يرجع بي العمر من جديد، يعني نصفر العداد ونبدأ من الأول.

** أنا مفجوع سابقاً ومفجوع حالياً، سابقاً من المصيبة الكبيرة التي بكى منها الناس في صمت، يوم أن سقطت الذبائح وكثرت السكاكين، أقصد سوق الأسهم اللي بذيله سبع لفات، أما حالياً فمفجوع بتعيين «شاكيرا» مستشارة للشؤون التربوية، وطبعاً اللي مش عاجبه يولع في جاره.

على العموم شوف حساب الشباب كم يا معلم «ورفجه ما دفعون، قولوا تم»؟

samy_alain@hotmail.com

تويتر