«يا حبايب ربنا»

تقول القصة إن أحد البسطاء قام ببناء دار للعبادة في منطقة شعبية، في إحدى الدول العربية، وكان من عادات إقامة أي حفلة افتتاح أو فرح في تلك المنطقة إحضار فرقة براقصاتها ومغنيتها المتشخلعة، وقد اضطر المحسن الكريم إلى إحضار الفرقة مع تغيير بسيط، إذ ألزمها بغناء الكليشة: يا حبايب ربنا.. تعالوا صلوا عندنا.

إشكالية التناقض الكبير بين الشخصية العربية المنضبطة في «كروموسوماتها» و«الضايعة» في تطبيقها، تختلف من عهد ومكان إلى آخر، لكنها تلقي لنا بنماذج لطيفة للدراسة بين فينة وأخرى.

فهناك دوماً تلك الفتاة الجميلة التي تضع صورتها الفاتنة لشباب المسلمين، والتي تظهر أكثر مما تخفي، وتقطع أسبوعها كله بين «ديسكو تايم»، و«طرب تايم»، و«شيشة تايم»، و«حفلة خاصة تايم»، حتى إذا جاء يوم الجمعة غيرت الرسالة الشخصية إلى رسالة، تقول فيها: «إخواني وأخواتي أرجوكم لا تنسوا قراءة سورة الكهف في هذا اليوم الكريم.. جمعة مباركة»!

دع عنك ذلك الشاب السخيف، الذي يتسفر بحمدانية مطرزة بصورة تشي غيفارا، ويدعو إلى الحرية في كل شيء وأي شيء، ويعتقد أنه الناطق الرسمي باسم «البولوتارية» الإماراتية، ويرغب في محاربة كل ما هو تراثي، حتى إذا جاء وقت الحساب، قال لك: «اسمحلي الشيشة حرام أنا ما احاسب عنها ادفع انته»!

وضع في السلة نفسها إداري الفريق الرياضي، الذي يحتاج إلى ونش لحمله إلى الملعب، وخبير الاقتصاد المدين، الذي يفكر جدياً في بيع كليته، ومدعي الدين الذي ينصب على زبائنه، والخبير التخطيطي الذي لم يتقن صناعة شارع واحد في مدينته.. والقائمة تطول!

Twitter:@shwaikh_UAE

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

الأكثر مشاركة