منكم السموحة

شارة الكابتـن للمواطنين.. وليغضب من يغضب

أحمد أبو الشايب

تثير شارة الكابتن جدلاً داخل الأندية ومنتخبات كرة القدم، لما لها من تأثير نفسي ومعنوي في اللاعبين، وغالباً ما تمنح لأقدم لاعب ارتبط اسمه بجذور الفريق، ويمتلك الشخصية القيادية في الملعب، ويكون الأكثر نضجاً والتزماً بتنفيذ مخططات النادي والمدرب على حد سواء، ويحظى باحترام جميع زملائه، ويشرف بشكل مباشر من أرض المعركة على تفاصيل تنفيذ اللاعبين كل ما أوكل إليهم من مهام، فضلاً عن دوره في التدخل المباشر لفض أي نزاع قد ينشأ مع الطرف الآخر أو حكم المباراة أو الجمهور.

ووظيفة «الكابتن» مسألة لا يستهان بها عاملاً من عوامل استقرار الفريق والحفاظ على تماسكه من الانهدام والتفكك، لأنه باختصار أحد الأذرع المساعدة للمدرب في إيصال كل صغيرة وكبيرة تحدث مع الفريق، وحلقة الوصل بين اللاعبين والإدارة.

اتضح من خلال التحقيق الذي أجرته «الإمارات اليوم» أن دوري المحترفين بات يعاني خللاً في ظاهرة شارة الكابتن التي سُلبت من أذرع اللاعبين المواطنين الأكثر قدرة على الإيفاء بمتطلبات هذه الوظيفة، لأقدميتهم، ومعرفتهم بخبايا أنديتهم، وتمتعهم باحترام الجمهور، ومُنحت - أي الشارة - للاعبين أجانب لم يمر على وجودهم في الدولة أكثر من عام، وليس لديهم أي معرفة بطبيعة البيئة الإماراتية، بل معظمهم يفتقر إلى لغة التواصل مع زملائه، ولا يتحدث إلا عبر مترجم.

لا أتحامل هنا على اللاعبين الأجانب الذين لهم دورهم المقدر في خدمة الأندية وتطوير مستواها، لكن حقيقة أن شارة الكابتن تقليد متبع في كل أنحاء العالم، وهي قرار له ضوابط وأهداف، ومن صلاحيات المدرب، ويمكن أن نتجاوز قانونها في حالات نادرة ووفق مبررات معلنة، حتى لا تؤدي إلى حالة عكسية في الفريق، كما فعل مارادونا في مونديال 2010 عندما خلع الشارة من أقدم لاعبي منتخب الأرجنتين فيرون ومنحها إلى ميسي تقديراً لنجومية هذا اللاعب وقيمته في العالم، وحتى يدفعه إلى التمسك بمنتخب التانغو وتقديم أفضل الأداء.

ولأهمية الموضوع شاهدنا الجدل الذي أثير في الصحافة البريطانية، بعد أن قرر الاتحاد الإنجليزي أخيراً سحب شارة الكابتن من جون تيري، عقوبةً له على الاتهامات العنصرية التي حاصرته، وأدى هذا التصرف إلى استقالة مدرب منتخب إنجلترا، الإيطالي فابيو كابيلو، لأنه اعتبر أن القرار مرّ من تحت أقدامه من دون علمه، ليترك منتخب «الأسود الثلاثة» تتلاطمه الأمواج قبل مشاركته في ثاني أهم بطولة في العالم (كأس أمم أوروبا)، المقررة يونيو المقبل.

الشارة يمكن أن نجد لها مسوغاً للاعب أجنبي خارق للعادة، مثل الإيطالي كانافار، حائز لقب أفضل لاعب في العالم ،2006 على سبيل المثال، أو لاعب أحرز لقباً قارياً لناديه، لكن بالتأكيد القرار غير موفق للاعبين أجانب عاديين قدّرتهم الأندية الخمسة.. بني ياس والأهلي والشارقة وعجمان والنصر.

http://twitter.com/#!/ahmad6663

shayebbb@yahoo.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر