5 دقائق

عندما يتحدث مارادونا

حمدان الشاعر

ليس خبراً أن يفوز فريق الوصل أو يخسر ولكن الخبر هو ما يعقب المباراة من تصريحات لمدرب الفريق ، فلقد دأب الإعلام الرياضي أن ينتظر بفارغ الصبر المؤتمرات الصحفية التي يعقدها دييجو مارادونا للاستماع إلى أرائه في أمور عدة تتجاوز أحياناً طبيعة وتفاصيل اللقاء الكروي الذي اختتم للتو .

تصريحات الأسطورة الأرجنتيني الأخيرة والتي عبر فيها عن موقفه المؤيد للقضية الفلسطينية ودعوته لمساندة الشعب الفلسطيني ووقوفه إلى جانب قضيتهم العادلة، كان لها أصداء عدة على غير صعيد في صورة تبين لنا حجم التأثير الذي يملكه هذا الشخص في عالم اليوم الذي أصبحت فيه استمالة الأشخاص لخدمة قضية ما أمراً مكلفاً وباهظاً إلا أننا هنا إزاء شخص صادق يعبر عن مواقفه بقناعة وإيمان تجاه قضية العرب ومشروعية حقوقهم .

« ليغضب من يغضب» صيحة عبر بها مارادونا عن استيائه من أولئك الجبناء الذين يتربصون بالمشاهير وبكل من يجرؤ أن يبدي مجرد تعاطف مع فلسطين وشعبها، وهو بذلك يغمز إلى حجم التأثير الذي يمارسه الإعلام الصهيوني من تشهير وابتزاز ضد كل من يقف إلى جانب الحق والعدالة في قضية تخلى عنها اليوم كثيرون وأصبحت على هامش الحياة دون اكتراث او تفاعل حقيقي وفي وقت كثر فيها العبث والاختلاف بين الأخوة ومارست فيه يد المحتل صنوف التهويد والحصار دون رادع أو حسيب .

هي قضية حب عندما يشبه مارادونا حبه لفلسطين بحبه لحفيده، فهي فعلاً تستحق كل هذا الحب الذي تدفعنا إليه عقيدتنا وانتماؤنا ولكنها بالنسبة للآخرين ليس بالضرورة أن تكون كذلك بل إيمان بنبل القضية وحق شعب في استرداد أرضه وكرامته .

هذه الشجاعة التي لازمت الأسطورة في الكثير من محطات حياته – بالرغم من تعثره في بعض مراحلها – تعلن أنه صاحب مبدأ وموقف وربما كان أكثر شجاعة وثباتاً من كثيرين لا يملكون فرصة إعلان موقفهم بكل هذه الشفافية ، فالرياضة لا تلغي المبادئ بل تؤكد وجودها وثباتها وتعززها أو بالأحرى هذا هو الدور المفترض منها على أقل تقدير وهو الدور الذي لابد أن يقوم به المشاهير ومن يحسبون قدوة لكثير من الشباب وصغار السن .

جميل أن يعبر عن ذاته بهذا الصدق ويعلن عن موقفٍ ايجابيٍ مع قضيتنا الخالدة ويعمد إلى تأدية دوره بصوت واثق وقادر على أن يقول الحقيقة دون خوف أو قلق . 

hkshaer@dm.gov.ae

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

 

تويتر