5 دقائق

حلم.. للصناعة

حمدان الشاعر

لا يختلف اثنان على كون الصناعة رافداً أساسياً للاقتصاد الوطني في أي مكان، ولا شك في أن الحلم الذي أعلن عنه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في محاضرته الشهيرة في يوم الاتحاد دليل ساطع على عظم شأن الصناعة، فما أعظم أن تحلم للوطن، وما أعظم أن تحلم بأن تكون دولة الإمارات قاعدة صناعية رائدة وقد تحقق بعضها، خصوصاً في وجود مصنع لقطع غيار الطائرات بمدينة العين. الصناعة اليوم هي عصب الحياة وهي محرك رئيس لعجلة الاقتصاد في العالم، ومن المهم أن نكون دولة حاضنة ومشجعة للتصنيع في المجالات التي بإمكانها أن تسهم في تفعيل الاقتصاد الوطني ودعمه، ولكن الواقع يقول إن هناك العديد من المعوقات التي تعرقل سير الصناعة في خطها الصحيح، أو حتى لكي تواكب دولاً أخرى قريبة منا، هناك تضارب في القوانين التي تهم القطاع الصناعي بين إمارات الدولة، ناهيك عن افتقار هذا القطاع إلى دعم حكومي جدي يُسخر لتعزيز التصنيع المحلي المملوك لمواطني الدولة، علاوة على وجود صعوبات في تمويل المشروعات الصناعية في غياب مصرف للصناعيين وارتفاع إيجار العقارات وزيادة الرسوم الحكومية، وغيرها من المشكلات التي ينبغي حلها إذا أردنا الوصول إلى صناعة ذات قدرة تنافسية قادرة على الاستمرار والتميز. مازال قطاع الصناعة (غير الحكومي) بعد 40 عاماً من عمر الدولة يرزح تحت كثير من العقبات المستعصية، إن لم يتوافر تدخل حكومي يعزز وجود هذا القطاع ويتيح الفرصة له في الاستثمار والإنتاج والتسويق، وإلا فإننا بذلك نقضي على الصناعة الوطنية ونبقى أسرى لكل ما هو مستورد، فيفقد هذا القطاع الحيوي وجوده واستمراريته.

يقول المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (رحمه الله) «من أجل تحقيق المزيد للمواطنين فنحن نفكر في المستقبل ليكون هناك العوض في مصادر أخرى للثروة، هذه المصادر تتمثل في المصانع واكتساب الإنسان الخبرة بحيث يستطيع أن يعمل ويقوم بواجباته تجاه وطنه». وفي هذا دلالة بالغة على حرص قديم راسخ على الاستثمار في الصناعة الوطنية والمواطن فيها قبل أن تنحرف البوصلة ويضيع المسار في كثير من التعقيدات الإدارية والمالية والتشريعية التي كبلت عجلة صناعتنا المحلية.

كثيرة هي المنتجات التي يمكن تصنيعها في الوطن، والتي لا تتطلب تقانة منفردة أو رؤوس أموال باهظة، وفي الوقت ذاته ذات طبيعة استهلاكية عالية تجعل من تصنيعها محلياً ضرورة وطنية لأسباب كثيرة.

لعل حلم سموه لم يأتِ من فراغ، لأنه يجسد مدى الحماسة في تعزيز سمعة الوطن والرغبة في التميز والريادة، فقد حان وقت الالتفات للصناعة الوطنية ودفعها إلى الأمام والحرص على وجودها بمستويات عالية الجودة وبكوادر وطنية تنال فرصتها في اكتساب كثير من الخبرات المؤثرة إيجاباً في دفع عجلة اقتصادنا دوماً إلى الأمام.

hkshaer@dm.gov.ae

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر