رؤية

المسؤولون وهالة الإعلام

نجيب الشامسي

«تبيض الدجاجة بيضة واحدة، رخيصة الثمن، فتملأ الدنيا صراخاً، وتضع السمكة آلافاً من بيض (الكافيار) غالي الثمن وهي صامتة»، هذا ما ينطبق على بعض المسؤولين التنفيذيين في وزاراتنا ودوائرنا، إذ يهتمون كثيراً بالأضواء والإعلام، وتسليط الضوء على إنجازاتهم، على الرغم من محدوديتها وفقرها في مضمونها، ونجد أن أجندتهم اليومية والأسبوعية والشهرية تحمل في طياتها مقابلات إعلامية عدة، وكثيراً من اللقاءات التلفزيونية، أكثر من إنجازاتهم في أرض الميدان.

فبعض المسؤولين مشغولون بمواعيد الإعلام وكاميرات التلفزيون، وإذا ما حقق أحدهم إنجازاً متواضعاً، فإنه لا يصدق نفسه، كأنه قد صنع شيئاً غير مسبوق، وإنجازاً لا يصدق.

إننا على ثقة أكيدة بأن القيادة السياسية في الدولة، حينما تختار عدداً من أبناء الوطن، وتنصبهم وزراء، ووكلاء وزارات، إنما تمنحهم الثقة كاملة لتحقيق الانجازات المنشودة، وتطوير الخدمات، لاسيما ذات العلاقة بالإنسان والمجتمع، فيما يصبح الشغل الشاغل لبعض المسؤولين البحث عن الأضواء والبهرجة الإعلامية، بينما يتطلب الأمر أن تكون الإنجازات النوعية هي التي تتحدث عنهم، وتبرز دورهم، وتعزز ثقة القيادة بهم، وتمنحهم احترام الرأي العام وشرائح المجتمع.

وبالتالي، فإن الإعلام الرصين والأمين، سيكتب عنهم، ويبرز دورهم سواء عندما يكونون على كراسي المسؤولية، أو حينما يغادرونها، إذ إن التاريخ لا يعترف إلا بمن أعطى لوطنه سواء كان مسؤولاً، أو إنساناً عادياً، ولا يكتب إلا عمّن يملك سجلاً من العطاء.

إن المسؤولية أمانة تتطلب رؤية علمية، وعقلاً مفتوحاً، وضميراً حياً، وليست وجاهة اجتماعية، ومغنماً شخصياً.

من هنا، فإن بعض المسؤولين الذين أهملوا مسؤولياتهم، واهتموا بغنائمهم، وجندوا الإعلام لتحقيق مآربهم، سرعان ما تكشفت حقيقتهم، بعد أن تخللت أشعة الشمس إلى نفسيتهم وعقليتهم، وكشفت أسرار حقيقتهم وأهدافهم.

alshamsi.n@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر