رؤية

عيشي بلادي

نجيب الشامسي

يمضي عام، ويأتي عام جديد، على وطننا الغالي بكل إشراقاته وكل إنجازاته، ليتأكد لنا جميعاً، نحن أبناء هذا الوطن، أنه لا خيار لنا في العيش من دون وطن يحتضننا بدفئه، لننام قريري العيون على أريكة أرضه، ونلتحف بكل اعتزاز وفخر سماءه، صباحنا يبدأ مع صباحه، حيث شمس الوطن وخيوطها الذهبية تتسرب بين جفون عيوننا، تنادي فينا الولاء والانتماء، وهما المخزون الذي تُعمر به قلوبنا، وتدعونا للإنتاج والإبداع والابتكار والوعي، وهي المخزون الذي تُعمر به عقولنا، نستنهض به الهمم، وعلى وجه السرعة نلبي النداء، نداء الوطن الذي من دونه نحن لا شيء، ومن دون هوائه الذي نستنشقه تتوقف قلوبنا.

نعتز بانتمائنا للوطن، وتتأكد لنا قيمة هذا الاعتزاز حينما نسافر خارج حدوده، عندها نشتاق أكثر لأرضه وسمائه وهوائه وترابه، إنه وطن العزة والفخر الذي لا نحيد أبداً عن انتمائنا له.

إنه وطن الخير الذي دعم أرجاء المعمورة، فحيث نذهب نتذكر الإمارات، وحيث نوجد يذكر اسم الخالد في نفوسنا وعقولنا، زايد الخير، مؤسس هذا الوطن، وصانع هوية أبنائه، هو المعلم الأول الذي لم يضع اللبنة الأولى لهذا الوطن فحسب، وإنما بفلسفته وإيمانه ورؤيته وحكمته وحنكته، استطاع أن يصنع من هذه الأرض وطن المناعة، ومن شتات هذه الأرض شعباً حياً له هويته وانتماؤه، هو القائد الذي استطاع، ومن معه من الخلف الصالح، أن ينسج من خيوط الشمس الذهبية اسماً ذهبياً لدولة عصرية أصبحت إحدى حواضر الدنيا، ولها حضور دولي في مختلف المحافل العالمية.

منذ نعومة أظفارنا ونحن ننشد في رياض الأطفال، في المدارس: «عيشي بلادي»، بعد أن أصبح هذا الوطن يكبر في قلوبنا وعقولنا، ونكبر نحن معه ونفتخر، وحينما تخرجنا في الكليات والجامعات، كان لزاماً علينا أن نرد جميل هذا الوطن، بالانخراط في العمل للمشاركة في صياغة وصناعة مستقبل وطننا الذي نعشق ونحب، للإسهام في تحصين وطن كنا وسنظل إلى الأبد نعشقه، ونعتز بالانتماء إليه من خلال تواصلنا، واتصالنا، وتعاوننا مع مختلف مؤسسات المجتمع المدنية منها والرسمية، من أجل إحداث تنمية تعزز الأمن والأمان، والاستقرار والازدهار، والكرامة والافتخار لأبناء زايد الذي لم يمت قط، وانما هو حاضر في قلوبنا وعقولنا ووجداننا، يوجهنا بفكره المستنير، وانتمائه الفريد.

ها هو جيل من القادة غاب عنا جسداً وظل حاضراً معنا بفكره وحسه وانتمائه، ورصيد كبير من تجاربه، هو ميراثه لنا نحن أبناء الوطن، ندرسه في مدارسنا وجامعاتنا وكلياتنا، هو المعين المتجدد الذي ننهل منه لبناء مستقبلنا ومستقبل أجيالنا.

عيشي بلادي أرضاً، عيشي بلادي سماءً وهواءً، عيشي بلادي أمناً وخيراً، وعاش كل المخلصين والمؤمنين والمنتمين لهذا الوطن وأهله.

alshamsi.n@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر