رؤية

الرياضة ومؤشرات التنمية

نجيب الشامسي

مثلما أصبحت الرياضة والاقتصاد وجهين لعملة واحدة، ومثلما أصبحت الرياضة تشكل فرصة استثمارية واقتصادية مهمة، فإنها تشكل مؤشراً ومعياراً مهماً في التنمية الشاملة، لاسيما الاقتصادية والاجتماعية.

من هنا فإن اهتمام الدول والأمم بالرياضة لم يكن من منطلق التسلية والترفيه، أو الوجاهة الاجتماعية لشخص اللاعب، أو المجتمع أو القيادة الإدارية للنادي أو الدولة، بل من منطلق اهتمام الدول بالتنمية والحضور الدولي في مختلف المحافل الدولية، والساحة العالمية، فحينما تنفق الدول والحكومات على الرياضة في التحضير للبنية التحتية التي تحتاج إليها الرياضة من أندية وملاعب وتجهيزات مختلفة، وحينما تعمل على منافسة الدول على استضافة بطولات ومسابقات رياضية، وحينما تدفع المال الكثير من أجل الاستقطاب الإعلامي العالمي، إنما يأتي ذلك من منطلق أن تقدم رياضتها وتسوق منتجاتها، وبالتالي اقتصادها ومنتجاته وسلعه إلى العالم، باعتبار أن الرياضة تمثل فرصة متميزة لتسويق تلك المنتجات.

وفي الوقت ذاته هي فرصة للتعريف بالفرص الاستثمارية والمناخات المشجعة لتلك الفرص في الدولة المستضيفة للفعاليات الرياضية، وجذب الشركات العالمية للوجود فيها، وهذا قد يحدث من خلال بوابة واسعة وعريضة هي الرياضة التي تمثل حلقة تربط السوق المحلية والاقتصاد الوطني بالأسواق والاقتصادات العالمية، خصوصاً أن الرياضة وفعالياتها المختلفة تستقطب اهتماماً إعلامياً هائلاً لا تحظى به الفعاليات الاجتماعية والسياسية والثقافية، لاسيما أن الرياضة بمؤسساتها المختلفة وأنواعها المتعددة تفرد لها الصحافة المحلية والدولية ملاحق مهمة، وتحظى بحضور كثيف من قبل مختلف شرائح المجتمع الدولي، وتحضر الفعاليات الرياضية نخب مجتمع ورجال اقتصاد ومال، يجدون ضالتهم في الرياضة وفرصاً استثمارية ووجاهة اجتماعية!

إن الرياضة أحد مؤشرات النهضة والتنمية لدى الشعوب والأمم، وتحقيق بطولة ما في أي مسابقة رياضية، لاسيما العالمية، إنما يعكس مدى التطور الحضاري والتنموي الذي تشهده الدولة التي حقق فريقها ذلك الانجاز الرياضي. وحينما تستضيف الدولة بطولة عالمية فإنها بذلك تعكس قدرة وتميزاً في استقطاب تلك البطولات التي تعبر عن المستوى التنموي والنهضوي الذي وصلت إليه، ومناسبة للتعريف بالفرص السياحية والاقتصادية والتاريخية والطبيعية التي تحتضنها الدولة، والطاقات البشرية المتميزة التي تعمل في مؤسساتها، لاسيما الرياضية منها، فهل تعي المؤسسة الرياضية الاتحادية والمحلية حقيقة وأبعاد الرياضة في سياق الأمم والشعوب وتتحرك في إطارها؟!

alshamsi.n@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر