رؤية

خواص المياه في الإمارات

نجيب الشامسي

درسنا في المدارس والجامعات، عن الماء وخواصه الثلاث: حيث لا رائحة، ولا لون، ولا طعم له، لأن من وضع تلك الخواص وحددها، خبراء وعلماء في المياه الطبيعية المتوافرة في الجبال والسهول الخضراء في دول الغرب والشرق، أولئك العلماء حددوا أنه لا تزيد درجة الحموضة في المياه على 8٪، وألا تنقص عن 6٪، وفي حال زيادتها، فإنها تتحول إلى سائل حمضي يشكل تهديداً مباشراً لصحة الإنسان والحيوان والنبات على السواء، فيما إذا انخفضت تلك النسبة عن معدلها، فإنها تتحول إلى سائل قاعدي، وبين هذا وذاك، فإن المياه في مختلف دول العالم تعتبر حاجة أساسية، لاسيما وأنها تشكل أكثر من 60٪ من جسم الإنسان، و70٪ من مخه، وأكثر من 95٪ من رئته، وأكثر من 80٪ من دمه.

ولأن الماء مهم للإنسان والحيوان والنبات، باعتبار هذين الأخيرين هما مصدر غذاء للإنسان، فإن الدول المتقدمة تولي اهتماماً كبيراً، وتخضع المياه لرقابة دقيقة سواء من حيث معدلات الحموضة فيها، أو نسبة الإشعاع أو المعادن الداخلة في تركيبتها، باعتبار أن الماء مصدر الحياة، كما جاء في القرآن الكريم {وجعلنا مــن الماء كل شيء حي}.

أما في دولنا العربية، فإن المياه أصبحت على شحها، مصدر خطر على صحة الإنسان والحيوان والنبات، بسبب التلوث غير الطبيعي لمصادر المياه الطبيعية في دول عربية، التي تملك أنهاراً مهمة للمياه، لكن تعاني مشكلات جمةّ.

في الإمارات التي تعتمد على محطات لتحلية مياه البحر، ووجود محطات تجارية تحلي المياه تلبية لاحتياجات شريحة من السكان من مياه الشرب التي تنتجها محطات تجارية صغيرة، لا همّ لأصحابها غير تضخيم عائداتها حتى لو كان ما يُباع من قبلهم يمثل تهديداً صريحاً للإنسان الذي يشرب من مياه تلك المحطات المنتشرة في شوارع وحارات العديد من مدن الدولة ومناطقها النائية، فهذه المحطات تعتمد في تحلية المياه فيها على فلاتر ومصفيات ليست بالجودة ذاتها، والتي قد يمضي عليها زمن طويل من دون تغييرها، وتتجمع فيها ترسبات خطيرة، وتحمل في ثناياها الكثير من أنواع الميكروبات التي تسبب خطراً صريحاً ودائماً للإنسان الشارب لتلك المياه، ويمكن التأكد أن تلك المياه هي غير تلك المياه التي تتميز بالخواص الثلاث المحددة، وهي غير تلك الخاضعة للرقابة والمعايير الدولية المتعارف عليها، إنها مياه ذات لون أصفر، ورائحة أقرب لرائحة البيض الفاسد، ومياه لزجة يصعب على أقوى أنواع الصابون إزالتها من يدي مستعملها، كما أن أصحاب تلك المحطات يضيفون نسبة من الكلور، التي إذا جاوزت معدلها الطبيعي، فإن المياه ستكون عاملاً خطراً على صحة الإنسان، لاسيما الفقراء ومحدودي الدخل الذين يقبلون على شرب هذه المياه واستهلاكها في طبخ طعامهم، ما يسهم في رفع معدلات السرطان والفشل الكلوي، ومشكلات صحية جمة للإنسان لا يدرك حقيقتها إلا بعد سنوات.

هذا فضلاً عن التلوث الذي يصيب المياه في خزانات علوية لا يعرف المواطن ولا المقيم عنها شيئاً بسبب الإهمال، إذا سقطت عنها أغطية الخزانات، وتمددت الطحالب فيها لتصبح غير صحية وفاقدة لخواصها الطبيعية.

alshamsi.n@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر