منكم السموحة

أهداف حمدان الكمالي الصديقة

أحمد أبو الشايب

ليست المرة الأولى التي يحرز فيها مدافع الوحدة حمدان الكمالي أهدافاً في مرماه عن طريق الخطأ، فقدت آلمنا الكمالي قبل أسبوعين عندما دك شباك الأبيض بهدف لا ينسى أمام كوريا الجنوبية في تصفيات كأس العالم، في وقت كنا نبحث فيه عن معادلة الهدف الذي أحرزه بارك تشو يونغ، قبل ان يقلص اسماعيل مطر النتيجة بهدفه الساحر، ثم كرر الخطأ مرة أخرى في أهم مباراة يخوضها فريقه الوحدة أمام غريمه التقليدي العين، في قمة الجولة الثانية لدوري المحترفين، ليترك لنا الكمالي مساحة من التساؤل، ورسم علامات الاستفهام حول مستواه الفني، وطبيعة هذه الأهداف التي يسجلها من كرات رأسية خادعة لحراس المرمى.

هل اهداف الكمالي أخطاء غير مقصودة يمكن ان تتكرر مع اي لاعب في العالم بهذا العدد؟ أم تنم عن عدم جاهزية فنية ونفسية؟ أم المسألة تتعلق بالحسد وسوء الحظ؟ أو ربما فقدان التركيز في لحظات معينة.

ما المطلوب من الأجهزة الفنية المسؤولة عن اللاعب في المنتخب الوطني او في ناديه الوحدة؟ هل تجلس مع اللاعب وتفاتحه بصراحة ومن دون تحسس بما يحدث للتعرف إلى وجهة نظره بهذه الأهداف؟ أم أن الأمر لا يستحق هذه الضجة كونها لحظات «عدم توفيق» عابرة ستزول مع الأيام، لأن اللاعب صغير السن لا يملك الخبرة الكافية؟

وما يحيرني في «النيران الصديقة» للكمالي أنها تأتي في أوقات يكون اللاعب بها في أوج عطائه، ففي مباراة المنتخب شاهدت الكمالي يركض خلف مهاجم أرسنال بارك تشو يونغ المنفرد بمرمى ماجد ناصر ويسبقه في الجري ويخلص الكرة من بين أقدامه بطريقة فنية محترفة على طريقة كبار المدافعين في أوروبا، من دون أن يترك خلفه أثرا قد يدينه في هذه العملية الجراحية الخطيرة والناجحة، ثم بعدها بدقيقتين يرتكب الخطأ القاتل بتسجيله هدفاً رأسياً في مرمى الإمارات، وفي مباراة الوحدة أصاب مرمى حارسه معتز عبدالله ثم ردّ الدّين للعين في أقل من دقيقتين بهدف رأسي مسح من ذاكرة جمهور الوحدة ما اقترفه بحقهم.

وحتى لا نقسو على هذه الموهبة، لابد من الاعتراف بأنها أحد الأرقام الصعبة في المنتخب الوطني ونادي الوحدة، ونتذكر اهداف الكمالي مع منتخب الشباب في كأس آسيا وكأس العالم التي جرت في مصر ،2009 وتخصصه في تسديد ضربات الجزاء والكرات الثابتة وقطع الكرات، وهو يستحق بجدارة عرض الاحتراف الذي تقدم به نادي ليون الفرنسي لضمه.

نعلم ان اي مدرب لا يمكنه ترك مدافع بحجم الكمالي على دكة البدلاء من دون الاستفادة من قدراته الفنية والجسمانية العالية، لكننا ننتظر من المدافع الشاب ان يبهرنا بعرض فائق للعادة ويقدم اضعاف ما لديه من امكانات فنية في مباراة كوريا الجنوبية المقبلة يوم 11 الشهر المقبل، حتى نطوي صفحة الأخطاء إلى غير رجعة.

sheybbb@yahoo.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر