رؤية

الرياضة والاقتصاد

نجيب الشامسي

تشهد الساحة الرياضية الدولية اهتماماً كبيراً من قبل عمالقة الاستثمار في العالم، بعد أن أصبحت الأندية الرياضية العالمية تشكل فرصاً استثمارية سانحة وواعدة للمستثمرين، وقد شهدت السنوات الماضية اهتمام مستثمرين عرب وخليجيين بالأندية العالمية، لاسيما الأندية الأوروبية، اذ تابعنا العقود التي أبرمت بين مستثمرين عرب وخليجيين مع عدد من الأندية بصفقات ضخمة وأرقام فلكية، وأصبح المستثمرون الخليجيون، خصوصاً، ثم العرب، طرفاً منافساً وقوياً للمستثمرين ورجال الأعمال الأوروبيين، ومن ناحية أخرى دخلت شركات خليجية وعربية في عقود طويلة مع أندية أوروبية بصفقات مالية ضخمة، تقوم تلك الشركات بموجبها برعاية تلك الأندية مقابل تسويق تلك الأندية العالمية خدمات الشركات والتعريف بها، لذا فقد أصبح مألوفاً أن نجد اسم شركة طيران أو شركة اتصالات على قمصان لاعبي نادٍ عالمي، وإعلانات ضخمة تتصدر الإعلانات في ملاعب كرة القدم بتلك الأندية.

على صعيد دولة الإمارات العربية، هناك شركات تجارية شبه حكومية وشركات خاصة أصبحت طرفاً في رعاية أنشطة رياضية، وهذا أمر طبيعي في إطار السعي نحو إيجاد علاقة مشتركة بين القطاع الاقتصادي بمؤسساته وشركاته ومصارفه مقابل حصول تلك المؤسسات والشركات على رعاية كاملة وتسويق جيد لخدمات الشركات، خصوصاً في الأندية التي تلعب في دوري المحترفين، حيث الكثافة السكانية من شرائح المشجعين وعدد من رجال الأعمال والمسؤولين، وتصاحب فعاليات النادي ومشاركاته تغطية إعلامية تخدم أهداف الشركة أو المؤسسة الاقتصادية أو التجارية.

من ناحية أخرى، فإن هذه الشركات والمؤسسات الاقتصادية دخلت طرفاً في عقود سنوية لرعاية برامج رياضية يتم من خلالها تسويق خدماتها، ليصبح اسم الشركة حاضراً دوماً في حلقات تلك البرامج وثابتاً في ذاكرة المشاهد، ومن الطبيعي أن تحقق تلك الشركات فرصتها في كل تلك الدعاية والتسويق الإعلامي، من خلال زيادة الطلب على خدماتها أو سلعها.

ولكنّ هناك أندية رياضية إماراتية لا تحظى بأي اهتمام أو دعم أو رعاية لفعالياتها وأنشطتها من قبل شركات ومصانع ومصارف ومؤسسات اقتصادية وتجارية تحقق أرباحاً كبيرة، إذ نجد تجاهلاً تاماً لتلك الشركات والمؤسسات للأندية الرياضية، ليس إلا أنها تعيش في الظل، ولا تحظى هذه الأندية بالتغطية الإعلامية المناسبة لفعالياتها وأنشطتها، وهذا يتطلب تدخل الأندية الرائدة والكبيرة بدعم ومساعدة الأندية ذات الإمكانات المحدودة بتوجيه الشركات الرائدة، خصوصاً التي يسهم فيها أقطاب الرياضة في الدولة لإخراج الأندية الصغيرة من منطقة الظل إلى منطقة الأضواء، وهذا يمثل ضريبة اجتماعية يجب على تلك الشركات أن تدفعها لتلك الأندية باعتبارها مؤسسات اجتماعية تحتضن أبناء المنطقة.

alshamsi.n@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر