المحاسبة والعقاب !
أداء باهت، ومنتخب مفكك الصفوف، ولاعبون دون المستوى، عاجزون، يفتقرون إلى الروح والحماسة، ولم يبذلوا أقل جهد مطلوب للمحافظة على اسم المنتخب وشعاره الذي يزيّن قمصانهم!
هكذا كان منتخب الإمارات، وهكذا يستمر مسلسل الاخفاقات، وهكذا تعيش الجماهير الآن صدمة وحالة إحباط شديدتين، بعد أن أصبحت كرة الإمارات وتاريخها في مهب الريح، وأصبح المنتخب فريسة سهلة لجميع المنتخبات الأخرى من دون استثناء!
كاتانيتش ليس أول المدربين الذين أقلناهم بعد الإخفاق، ولن يكون الأخير، قد يكون القرار صحيحاً، وقد يتحمل المدرب جزءاً من المسؤولية، لكن هل هذا هو كل شيء؟ ألا توجد مسؤولية أخرى تقع على كل لاعب أهمل في حق وطنه؟
نحن هنا لا نتحدث عن كرة القدم كلعبة، إنها ليست كذلك، ويعرف الجميع أن المنتخب يعني الوطن، ويعني اسم الدولة، ويعني كل صغير وكبير من شعب الإمارات، من يمثله لا يمثل نفسه ولا ناديه ولا عائلته، بل يمثل دولة الإمارات العربية المتحدة، ومن كانوا في الملعب الأسبوع الماضي، لا يستحقون إطلاقاً أن يمثلوا هذا الاسم الكبير جداً. إنهم بالفعل أصغر بكثير من هذا الاسم!
إقالة المدرب، هي الخطوة الأولى، وفتح التحقيق ومحاسبة كل مقصر، هي الخطوة الأهم، فلماذا الإغداق على اللاعبين بالمكافآت والأموال والسيارات، وحتى البيوت التي لا يحتاجون إليها، وظل معظمها خالياً على الرغم من وجود مواطنين في أمسّ الحاجة إليها، لمجرد أنهم حققوا بطولة إقليمية غير معترف بها رسمياً من الاتحاد الدولي، والسكوت عنهم نهائياً عند الإخفاق، وكأن شيئاً لم يحدث، وكأن المشكلة الوحيدة هي كاتانيتش؟
ليست المشكلة في المدرب، بقدر ما لاحظناها في التسيب والإهمال، والاستهتار، وعدم الجدية في حمل المسؤولية، وغياب الروح الوطنية، وهذا ما لاحظه الجميع، وهو في الوقت ما يعرف أسبابه الجميع، فما الذي يمكن أن يقدمه لاعب شاب يقود سيارة « بنتلي » ليحضر بها التدريبات اليومية؟ وماذا تعني الأموال للاعب يتقاضى في ناديه ما يمكن أن يتقاضاه وزير؟ وكيف يمكن أن نطلب الجدية والروح والمسؤولية من لاعبين مفرغين من وظائفهم لم يعرفوا أبداً معنى المسؤولية والانتظام والضبط والربط؟
صرفت الدولة الأموال، وطبقنا الاحتراف بشقه السيئ فقط، وبالغنا في التدليل والدفع للاعبين، حتى شعر الواحد منهم بأنه أهم من ميسي وكريستيانو رونالدو، أو تشافي!
لماذا لا نبدأ تطبيق العقاب، كما أسرفنا في تقديم الثواب؟ ولماذا لا تكون هناك غرامات وجزاءات، واستبعاد، لكل من قصر في دوره ومسؤوليته ؟ ولماذا لا يطبق ذلك على اللاعبين قبل غيرهم ؟ فهم المسؤولون قبل الآخرين، وهم الذين يتحملون مسؤولية ما يجري داخل المستطيل الأخضر، قبل المدرب وقبل الإداريين وغيرهم، صحيح أن الجميع مسؤولون، لكن الأهم أن يمر الحساب والعقاب على كل مقصر من دون استثناء!
ما حدث غير مقبول، ولا توجد معه أعذار مقنعة، ومنتخب الإمارات يمر بأسوأ حالاته، بل إن تاريخ الإمارات الرياضي لم يسبق أن وصل إلى هذه المرحلة العصيبة، وهذا يتطلب إجراءات غير مسبوقة، وخطوات جديدة، وعلاجاً فعالاً لم نعتده، فكل ما اعتدناه لم يُجد نفعاً، ولن يصبح ذا قيمة!
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .