رؤية

المجلس الوطني والانتخابات المنتظرة

نجيب الشامسي

المجلس الوطني بصفته السلطة التشريعية في الدولة، والذي تنتظره مهام صعبة خلال المرحلة المقبلة، بسبب المستجدات والتطورات والتحولات التي تشهدها المنطقة العربية، والتي دون شك ستحدث تغييراً كبيراً في التركيبة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والأمنية، يجدر بمؤسساتنا السياسية والمدنية، وعلى رأسها المجلس الوطني، الإعداد والاستعداد لمواجهة تداعياتها، والتعاطي معها، لكون الإمارات جزءاً من هذه المنطقة، وستلقي تلك الأحداث بظلالها على مختلف أرجاء المنطقة العربية، بما فيها الإمارات.

من هنا، فإن المجلس الوطني تنتظره مهام جسيمة، ومسؤوليات كبيرة، يجب التحضير لها، والإعداد لها، ليس من حيث إعادة النظر في هيكلته ومهامه ومسؤولياته فحسب، وإنما من حيث الدقة في اختيار أعضائه، الذين يمثلون روح المجلس التي ربما تولد ميتة، فيتراجع المجلس الوطني عن القيام بواجباته أكثر من هذا. وربما تدب فيه الحركة والحيوية، ويستعيد عافيته، وإدراك مسؤولياته، والقيام بواجباته من خلال أعضاء مجلس منتخبين، أو معيّنين يدركون حقيقة المرحلة الدقيقة التي تمر فيها المنطقة العربية، وحقيقة التحديات التي تواجه الدولة، وحقيقة الطموحات التي يتوخاها وينتظرها الوطن والمواطن من هذا المجلس، خصوصاً أن أبناء الوطن كانوا ينتظرون الكثير من المجلس الوطني الذي انتهت فترته، إلا أن نتائجه كانت صدمة حقيقية لأبناء الوطن الذين أبدوا حماساً كبيراً وتجاوباً سريعاً واهتماماً صادقاً في انتخابات عام .2006

من هنا، بات على المنتخِبين لأعضاء المجلس المقبل، أن يحسنوا اختيار من يمثلهم في المجلس، بحيث لا تكون معايير الاختيار المحسوبية، والقبلية، والعلاقة الشخصية، وإنما يجب أن تتسم بالموضوعية، والشفافية، والقراءة الدقيقة لسجل عطاء المرشح لعضوية المجلس خلال سنوات عمره، سواء في وظيفته، أو إسهاماته العامة، أو عطائه، أو مستواه العلمي، والتزامه الأخلاقي، وألا يندفعوا وراء برنامج ربما كان مكتوباً للمرشح، ولا يعكس قدرة المرشح، كما لا يملك هذا المرشح تاريخاً أو سيرة عطاء.

كما أن من مسؤوليات الجهة التي تعيّن النصف الثاني من أعضاء المجلس، أن تمعن الاختيار لعناصر «وطنية» وليست «مواطنة»!، مدركة لمسؤولياتها، وتملك سجلاً مشرفاً من العطاء والإخلاص والانتماء، واستيعاباً لطبيعة التحديات التي تواجه الدولة، وحقيقة التحولات التي تشهدها المنطقة، ثم التكوين العلمي والثقافي والأخلاقي للعضو المعين، بعيداً عن أي ولاءات شخصية، أو محسوبيات ضيقة، أو عطاءات غير محسوبة أو دقيقة، فأبناء الدولة ينتظرون مجلساً وطنياً، وليس صورياً، والمجلس تنتظره تحديات ومسؤوليات وطنية لا يستوعبها إلا المسكونون بحب الوطن والمتفانون من أجله.

alshamsi.n@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر