رؤية

كتّابهم.. وكتّابنا

نجيب الشامسي

الكُتاب والمحللون الأمنيون المنتمون إلى مختلف دول العالم المتقدمة يجدون كل الاحترام والتقدير والتكريم المادي والمعنوي في دولهم، ويتم توفير كل المناخات الصحية لهم كي يعبروا عن رؤاهم ويترجموا أفكارهم، ويستشفوا مستقبل أوطانهم، لأنهم في حقيقة الأمر يجسون نبض الشارع ويعبرون عنه، كما أنهم يمثلون ضمير المجتمع الحي، وأيضاً لأنهم من خلال تراكم علمي وثقافي وفكري عبر سنوات طويلة من عمرهم أمضوها بين أمهات الكتب ومختلف وسائل الإعلام يستقرئون الواقع ويستشفون المستقبل، وهكذا، أصبحوا في تلك الدول قيادات التنوير، الذين تستعين بهم القيادات السياسية والاقتصادية، وتستنير بوعيهم وفكرهم، وهكذا كان لتلك الدول التقدم والازدهار والتنمية.

أما في دولنا العربية، فإنه ينظر إلى الكاتب والمحلل الاقتصادي، كأنه طائر يغرد خارج السرب لمجرد الاختلاف في الرأي، هو مرفوض في فكره، مضطهد في شخصه، لا تجد كتاباته الصدى المناسب، على الرغم من أن الكثير من أهل الوطن يؤمنون بحقيقة ما يكتبه ذلك المحلل أو الكاتب، وعلى الرغم من أن هؤلاء الكتّاب الذين يشاطرون أبناء الوطن همومهم ويعبرون عن نبض الشارع بكتاباتهم ويعبرون عن حبهم وانتمائهم لتراب وطنهم، ويذودون عن بلدهم بأقلامهم، ويشخصون واقعهم الاقتصادي بكل أمانة وعلمية وشفافية ويطرحون المعالجات، ويستشفون آفاق المستقبل الاقتصادي لوطنهم، ويطرقون ناقوس الخطر قبل حدوثة، إلا أنهم غالباً لا يلقون الدعم الكافي ولا المقابل المعنوي قبل المادي لكتاباتهم، وبعضهم يتعرض للمساءلة.

إن هؤلاء الكتّاب والمحللين من أبناء الدول العربية ليسوا من طلاب المناصب، وليسوا ممن ينتظرون مالاً أو وجاهة أو عطايا نظير واجبهم، إنما قدرهم أن يكونوا شريحة من قيادات التنوير في مجتمعاتنا، فهم يحملون مشعلاً لتنوير مستقبل الوطن، ولعل في الأزمة المالية العالمية الأخيرة، والأزمات السابقة واللاحقة، التي حذر ويحذر منها هؤلاء الكتّاب والمحللون خير دليل على قدرتهم على تحمل المسؤوليات والمشاركة في مسيرة التنمية.

alshamsi.n@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر