رؤية

الإمارات ومنظمة الأسكوا

نجيب الشامسي

على الرغم من أهمية المنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة في دعم مشروعات التنمية في العالم، إلا أن الإمارات، التي تُعد من الدول السباقة في دعم هذه المنظمات، لا تستفيد منها بما يحقق أهدافها، ومن تلك المنظمات منظمة الأمم المتحدة للتنمية لدول غرب آسيا (الأسكوا) التي ترعى مشروعات التنمية الشاملة، ولا سيما التنمية البشرية والاجتماعية والاقتصادية من أجل تحقيق الاستقرار الاجتماعي والمعيشي.

وإذا كانت الإمارات تعد من الدول ذات الدخل المرتفع، فإن مصدر دخلها القومي والوحيد هو مادة قابلة للنضوب خلال 50 عاماً مقبلة، ما يستوجب التفكير جدياً في إحداث تنمية شاملة، ويصار إلى الاستعانة بالمنظمات الدولية، ومنها (الأسكوا) التي لديها من البرامج التنموية وخطط النمو الاقتصادي والاجتماعي ما يمكن أن يسهم في تحقيق الاستقرار والتنمية في الدولة، ومن تلك البرامج ما يتعلق بالتنمية الحضرية المستدامة، حيث الاهتمام بتوفير الخدمات الأساسية لشريحة من ذوي الدخل المحدود كالبنية الأساسية وخدمات الصرف الصحي والطرق في المناطق النائية، ثم برامج من شأنها تحويل الأسر، ولا سيما الأسر البسيطة التي تعتمد على المساعدات الاجتماعية الشهرية إلى كيانات منتجة تستطيع الاعتماد على نفسها من خلال مشروعات تجارية تحقق لها الاكتفاء الذاتي، وتقلل من الاعتماد على الحكومة، وتحسن من مستواها الاجتماعي والمعيشي.

كذلك تستطيع تلك المنظمة الدولية من خلال برامج مصممة خصوصاً للإمارات وشعبها النهوض بالإنسان اقتصادياً واجتماعياً وتعليمياً.

ولما كانت التركيبة السكانية من أخطر التحديات التي تواجه الدولة وحكوماتها وشعبها، فإن منظمة (الأسكوا) ومن خلال برامج فنية تصممها للدولة، يمكنها أن تسهم في وجود مخرج آمن من هذا الخطر، وتضمن المعالجة المناسبة من دون أن تكون هناك مضاعفات خطيرة على المجتمع وأمنه واستقراره.

وإذا كانت الإمارات أصبحت تولي اهتماماً بالبحث العلمي وتنمية مراكز البحوث والإحصاء فيها، فإن المنظمة تستطيع توفير دعم فني جيد من خلال البرامج والدراسات المتوافرة لديها، ومن خلال وجود خبرات فنية يمكن الاستعانة بها عند تأسيس مراكز البحوث والإحصاء أو تطوير القائم منها.

إن الإمارات التي تدعم مختلف هذه المنظمات، وهي عضو فيها، يمكنها أن تستفيد من خدماتها وبرامجها وخبراتها في تحقيق أهدافها ونهضتها الاقتصادية والاجتماعية.

alshamsi.n@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر