أوراق رياضية

كشف حساب

عماد النمر

بانتهاء الموسم الكروي الثالث في دنيا الاحتراف، علينا أن نقرأ كشف الحساب لأندية دورينا من منطلق المعرفة وليس المحاسبة، فنحن لم نصل بعد إلى مرحلة محاسبة إدارات الأندية جماهيرياً عن طريق الجمعيات العمومية، ولكننا نجتهد كإعلام في تقديم بعض الحقائق للجماهير والشارع الرياضي في ظل عدم شفافية الكثير من أمورنا الرياضية.

ومنذ انطلاق دوري المحترفين قبل ثلاث سنوات لم يتقدم ناد واحد بميزانيته إلى الإعلام والجماهير، ميزانية توضح كم أنفق، وكم ربح، وكم خسر؟ ولم يفصح أي من الأندية التي تحولت إلى شركات كرة القدم عن مدخولاتها السنوية، وقيمة صفقاتها التي عقدتها مع مدربين أو لاعبين أو بقية الأجهزة الفنية.

ورغم أن الشفافية هي أحد مطالب الاتحاد الآسيوي للأندية المحترفة، إلا أن الجميع لايزال يتكتم على الموضوعات المالية، ويعتبرها من الأسرار الكبرى، ويطالب أيضاً بعدم السؤال أو البحث عنها، وهو ما يتنافى مع الفكر الاحترافي الذي يجب أن يسود الآن بيننا.

وبالطبع معظمنا يعرف أن عدم تقديم الأندية كشوف الحسابات يعود إلى أسباب عديدة، أهمها عدم إظهار الخسائر الفادحة التي تتكبدها نظير الصفقات المضروبة للاعبين والمدربين التي تتورط فيها، وأيضاً لعدم وجود كيان تجاري صحيح يسأل فيه المساهمون عن أموالهم أين ذهبت وفيم صرفت، وأمور أخرى كثيرة لا تخفى على القارئ اللبيب.

في أوروبا وبعض الدول العربية تعتبر قيمة صفقات التعاقد مع اللاعبين مباحة للجميع، ويتم إعلانها بكل وضوح وشفافية، إضافة إلى أن الميزانية العمومية والتقارير المالية للأندية يتم طرحها في نهاية كل موسم عبر وسائل الإعلام المختلفة، والعديد من الأندية تقوم بنشر ميزانيتها بالكامل عبر موقعها الرسمي على الـ«نت»، لتكون متاحة للجماهير كافة.

وبعيداً عن الأمور المالية للصفقات التي لن نصل فيها إلى حل في الوقت الجاري، فإن إعلان كشف حساب الحضور الجماهيري لمباريات دورينا يعد في حد ذاته أمراً إيجابياً، والمؤشرات الرقمية تقول إن هناك زيادة في عدد الجماهير خلال المواسم الثلاثة الماضية.

لكن هل يمكن أن توضح لنا الأندية كم قيمة الدخل الخاص بمبيعات تذاكر الجماهير؟ وهل يتوازى الرقم المالي مع العدد المعلن رسمياً، أم أن ما يقارب نصف العدد دخل مجاناً؟ بعدما لجأ العديد من الأندية إلى الإعلان عن الدخول المجاني استقطاباً للجماهير التي غابت أيضاً رغم ذلك.

العزوف الجماهيري عن الوجود في المدرجات لا علاقة له بإذاعة المباريات، لكنه عزوف اعتراضاً على مستوى فني ضعيف وأداء باهت، ومدرجات صلبة لا روح فيها، وبيئة طاردة، لذا فإن تشفير بعض المباريات لإجبار الجماهير على الحضور هو حل مشكلة بمشكلة أكبر.

الورقة الأخيرة

فرض اتحاد الكرة غرامات عديدة على الأندية واللاعبين، ونشرها عبر موقعه ووسائل الإعلام طوال الموسم، فهل نحلم بأن يقدم لنا نادٍ واحد كشف حساب بقيمة ما فرض عليه من غرامات خلال الموسم؟

emad_alnimr@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر