رؤية

كيف نخطط لمستقبل الإمارات؟

نجيب الشامسي

إن الدول المتقدمة ما كانت لتحقق التقدم والازدهار والتنمية إلا في ظل وجود تخطيط سليم للتنمية، يراعي موارد الدولة وإمكاناتها المادية والبشرية والمعنوية، فأين نحن من التخطيط؟

وكيف يسير العمل في الدولة؟

وما رؤيتنا للمستقبل؟

وما آليات العمل في بناء دولة عصرية ومستقبل الأجيال القادمة؟

بالتخطيط المبني على معرفة أكيدة بمقدراتنا وإمكاناتنا، يمكن أن نحقق أهدافنا ونسجل حضورنا ونبني مستقبلنا ونحصن مجتمعنا، لكن في ظل الضبابية والعشوائية والازدواجية في القرارات والمشروعات، وفي ظل غياب الرؤى والاستراتيجيات التي تراعي حضور الدولة ومستقبل أجيالها، فإننا لا نستطيع أن نستشرف مستقبلنا بكل وضوح.

إننا اليوم وفي ظل تحديات داخلية تستهدف كيان الدولة، وتتغذى على مكتسباتها، وأزمات خارجية تستفيد من ضعف اقتصادنا مقارنة باقتصاداتها، مطالبون بوجود خطة للتنمية الشاملة لأبعاد اقتصادية وبشرية واجتماعية وثقافية، تحقق الأمن والاستقرار للدولة، والتنمية والازدهار لشعبها، بحيث تكون لهذه الخطة أهدافها العامة، ومنها زيادة النمو الاقتصادي، وتعزيز وتنويع القاعدة الإنتاجية للاقتصاد الوطني، وتنويع مصادر الدخل، مع تقليل الاعتماد على النفط الخام مصدراً وحيداً للدخل والتجارة الخارجية والمالية العامة، في إطار المحافظة على حقوق الأجيال القادمة، وما تستوجبه مصلحة الوطن.

من ناحية أخرى، فإن هذه الخطة التنموية المنشودة يجب أن يكون المواطن الإماراتي أساسها وهدفها ومحورها، وأحد أهم عناصر نجاحها، إذ يجب أن تستهدف هذه الخطة تحقيق التنمية البشرية، ورفع مستوى المعيشة للمواطنين، وتحقيق الأمن والاستقرار الاقتصادي لهم، وهذا الهدف الأخير مرهون بمدى قدرتنا على تحقيق الشق الأول من الخطة، ألا وهو تنويع التنمية البشرية، كما يعني توليد الطاقات الإبداعية والابتكارية، وتفجير المخزون العلمي والعملي لدى مواطني الدولة، كي يسهموا في صناعة وصياغة مستقبل البلاد والأجيال القادمة، بدلاً من الاعتماد الكلي والمستمر على طاقات بشرية مستوردة، تشكل استنزافاً للسيولة والاقتصاد والتنمية في دولتنا.

alshami.n@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر