خطاب حال الاتحاد للإمارات

سلطان سعود القاسمي

في مختلف أنحاء العالم، ينتظر مواطنون خطاباً سنوياً للرئيس الاميركي يُدعى خطاب حال الاتحاد. تستعرض فيه إنجازات الدولة في العام الفائت، وأهدافها للسنة المقبلة.

كان رئيس الولايات المتحدة جورج واشنطن أول من يلقي خطاب حال للاتحاد في عام ،1790 واليوم أصبح لخطاب حال الاتحاد الأميركي معنى أعمق، تنقله أكبر الشبكات وتشاهده عشرات الملايين في داخل الولايات المتحدة وخارجها.

قد تكون هذه سنة مثالية لإطلاق مثل هذه المبادرة في الإمارات، الدولة الوحيدة في العالم العربي التي نجحت في تجربة اتحاد فدرالي. وفي الواقع هناك كلمات تصدر من رئيس الدولة ورئيس الوزراء سنوياً عبر مجلة درع الوطن، وغيرها في المناسبات المهمة كالعيد الوطني، مثلاً، في كلمة رئيس الدولة في ديسمبر عام 2005 تم الإعلان عن انتخابات للمجلس الوطني الاتحادي، على سبيل المثال، ولكن يبقى للخطاب العلني رونقه الخاص، فيتطلع إليه أفراد المجتمع كمناسبة احتفالية بما أنجزناه والتحديات التي تنتظرنا.

شهر ديسمبر المقبل مناسبة مثالية لتطلق الإمارات أول خطاب حال الاتحاد، فهو يصادف عيد الإمارات الـ ،40 وسيكون هناك برلمان جديد، ويبدأ العد التنازلي لعقد حتى رؤية .2021

ومن المؤمل إلقاء الخطاب في قاعة ضخمة وتتم دعوة أولياء العهود، والوزراء وأعضاء المجلس الوطني والسفراء والمثقفين وغيرهم من أعيان البلد إلى الحضور.

وستكون مناسبة لتذكير المواطنين بمسؤوليتهم تجاه الوطن وبالتحديات التعليمية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية التي نواجهها جميعاً، بالإضافة إلى التهديدات الخارجية والداخلية، ونذكر في تلك المناسبة عدد الوظائف التي تم توفيرها للمواطنين، خصوصاً في الإمارات الأقل تطوراً اقتصادياً، ونحتفل بالإنجازات التي حققناها. في هذا العام سنكون قد انتخبنا مجلساً وطنياً اتحادياً جديداً، وأسهمت قواتنا في حفظ السلام في ليبيا وأفغانستان، وربطنا المزيد من الدوائر الحكومية الاتحادية ببعضها، وعينّا نساء في منصب «مدعي» في المحاكم، وأدخلنا قوانين تحد من حمل السلاح الأبيض، والكثير غيرها من الإنجازات. في العام المقبل لنا هدف في ربط الدولة بأكملها بالإنترنت عبر شبكة عالية السرعة، ونستطيع أن نستطرد كل تلك الإنجازات والأهداف العملية في خطاب سنوي رئيس يكون منطلقاً لنا جميعاً. ستنقل الصحف ذلك الخطاب وشاشات التلفاز، ويتناقله شعبنا عبر شبكات التواصل الاجتماعي، لنعزز روح المواطنة والمسؤولية لديهم، ونعزز سمعة الإمارات في الخارج، ومن يخدمها في الداخل بامتياز أيضاً نحتفي به. ونسلط الضوء على الخطوات التي نعزز بها مستوى المعيشة في المناطق الأقل تطوراً من الوطن. وسيتعرف شبابنا إلى المنظومة السياسية للدولة، ويعرف المسؤول الحكومي أن رؤية 2021 لها ساعة مراجعة واستعراض عام، وبه نعزز سمعة الإمارات دولة متقدمة تمشي على خطة واضحة وشفافة يتم التدقيق عليها علناً كل ديسمبر في خطاب حال الاتحاد الإماراتي.

زميل غير مقيم في كلية دبي للإدارة الحكومية

تويتر