أقول لكم

قبل نتنياهو أم لم يقبل، التزم أوباما أم لم يلتزم، بنيت المستوطنات أم توقفت، تصالحت «فتح» و«حماس» أم اختلفتا، تأجلت ملفات أم بحثت، فلسطين تبقى هي فلسطين.

السلام، سلام العالم يبدأ من هنا، من عند أعتاب المسجد الأقصى المبارك، وأي طرح يستثني المسجد يسجل على أنه لعب و«مسخرة» سياسية، فالحقوق لا تجزأ، ولا تقبل التنازل أو الترحيل، لا أحد يملك ذلك، ياسر عرفات بمكانته وسطوته أسقط القلم من يده عندما حان موعد التوقيع في «كامب ديفيد»، على اتفاق سلام لا يفك أسر الأقصى، وأبومازن لن يحمل قلماً، ولن يتذكر كتابة اسمه على دولة دون القدس، ولن يأتي أحد من بعد ليفعل ذلك، فهذه ليست ملكية خاصة، لم يورثها أحد لأحد، ولم يملكها أحد من قبل، والقدس لم تفوّض أحداً نيابة عنها ليوقع على هويتها، فالتاريخ هو الهوية، وهو المالك، وهو المطالب، وهو الذي سيعيدها، ولهذا ترون البشر مطمئنين، لا يكلفون أنفسهم عناء الوزر الذي سيلصق بهم، كلهم بشر، وكلهم إلى زوال، وتبقى القدس درة فلسطين، ويبقى الأقصى محط أنظار كل العرب والمسلمين.

لا سلام، في العالم كله لن يكون هناك سلام، نتنياهو يعرف ذلك، لكنه يريد أن يطيل عمر الاحتلال، يريد أن يستغل الظروف ويزيد من عمر الظلم والقهر، وبعد ذلك ماذا سيفعل؟ إلى أين سيذهب؟ لا مخرج لديه، «قلنديا» قالت له، وجنوب لبنان حذره، وكذلك الجولان، وهناك رفح وغور الأردن، وجبال تحيط به من كل اتجاه، لا مفر غير السلام، وهذا ما قاله باراك أوباما، فالأرض تغلي، خرجت الحرارة المكتومة في النفوس المقهورة لتشعل الأرض، ولن تعود مرة أخرى لتدفن داخل الأجساد المترهلة، سلام الحق هو الذي يطرح نفسه اليوم، سلام يؤسس لدولة فلسطين، ويعيد القدس عاصمة عربية، ويفتح أبواب الأقصى لكل المسلمين، لكل الزائرين، هذا هو السلام، ومن دونه سيعود الحق من دون ريب، ومعروف من سيدفع الأثمان.

myousef_1@yahoo.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

الأكثر مشاركة