بالحبرالمجرد

كبد الحقيقة

عامر المري

مع كل إخفاق رياضي نستشعر أن هناك فجوة في إعلامنا الرياضي الموقر، حيث يعيش كل المتابعين حالة من الغليان نتيجة أي نكبة رياضية، بينما تلعب معظم الوسائل الإعلامية دور الحكيم المتزن وأحياناً تمارس دور الواعظ، وأن الانتقاد قد يحرّم رياضياً في الفترة المقبلة. تسمع عبارات غريبة وعجيبة وتقرأ جملاً مستهلكة لا تسمن ولا تغني من جوع، والأكبر من ذلك أن يكون هناك تجاهل لبعض حالات الإخفاق، والتركيز والشجاعة على بعض الحالات، وهنا تتسرب إلى النفوس المتابعة عن نيات خفية ومصالح مراد لها النجاح، بينما الأخرى تضرب لأجل أغراض مكنونة. ثالث موسم على التوالى والفشل حليفنا على صعيد القارة الآسيوية من خلال أنديتنا الموقرة، وهنا أقول لا نريد الصعود، ولكن « استرونا الله يستر عليكم »، وبصراحة « سيرتنا أصبحت على كل لسان في آسيا »، ولولا البنية التحتية التي بنتها الدولة وتغير الكيانات إلى شركات بقرارات من الحكومة والدخول في منظومة الاحتراف لكانت الكويت وسورية والبحرين والأردن والعراق أولى منا، لكن الفضل للدولة التي وفّرت سبل التطور ومسايرة بقية الأنظمة الاقتصادية والسياسية والعسكرية وبقية مرافق الحياة المتطورة في حياتنا المعاصرة، وليس للمنظومة الكروية أو النقاط الفنية، فحتى الآن سبب مشاركتنا في الأندية المحترفة محسوب للدولة.

ومن اليوم سأتحدث تفصيلاً عن بعض الجوانب التي حدثت أخيراً، ونتحدث هنا عن المشاركة في آخر ثلاث بطولات منذ عام 2009 حتى الآن.

** شارك الجزيرة ثلاث مرات ولعب 18 مباراة، فاز في واحدة فقط وخسر ثلاث مرات بالخمسة، وشارك الوحدة مرتين ويودع كل مرة قبل الجولة الأخيرة ولا مانع من تلقي الخسارة بالأربعة، وكذلك العين بالمحصلة نفسها تماماً، والرباعية نفسها، والأهلي أيضاً خسر مرتين وخروج قبل النهاية بجولتين، والشارقة لم يكتفِ بالخسارة بالخمسة والأربعة وزاد الفضائح بالانسحاب ووضع كرة الإمارات في مأزق، وشارك الشباب وخسر مرتين من الاتفاق بالأربعة، وأتى الدور على الإمارات الذي قدم كل ما يملك ووصل إلى آخر مباراة ولديه الأمل بالصعود، ولكنه ودع بشرف. بطل الثنائية في الإمارات اهتم بالمنافسة المحلية، ولكن هل معنى ذلك أن تكون حصيلة الأهداف في شباكه 20 هدفاً؟ ويكون ثاني أضعف دفاع بعد أريما الإندونيسي الذي تلقى 22 هدفاً؟

** الوحدة العالمي أو المونديالي يفوز في آخر مباراة التي كانت تحصيل حاصل، ولم يحقق الفوز في الخمس مباريات الأولى، وخسر على أرضه 3 - صفر من الاتحاد.

** العين في مباراته مع ناغويا في اليابان يلعب بالصف الثاني، وهو الفريق الذي ليس لديه صف أول هذه السنة. وهنا أقول « بالله أخبرونا إلى أي حال وصلنا » وصدقوني « لولا المنشآت ونظام الشركات وسمعة البنية التحتية ما عطونا ربع مقعد ».

** آخر ثلاث سنوات استعرضنا ملاعبنا لآسيا من خلال خمس مدن أبوظبي بملعبين، ودبي بملعبين، والشارقة بملعب، ورأس الخيمة بملعب، والعين بملعبين يعني ثمانية ملاعب مقابل ثلاثة ملاعب فقط للسعودية التي وصل منها أربعة فرق إلى الدور الثاني.

** نملك الملعب ولا نعرف كيف نلعب، ونملك الشركات ولا نعرف كيف نديرها، وبعد كل هذا يطلع علينا البعض، ويقول بالله لا تقسوا عليهم.

** نعم أتحدث عن البعض، ولكن اعتقد أن الموضوع أصبح خطيراً للغاية ويا له من هدوء بعد كل نكسة، ولكن على الكل أن يعلم بأن الجمهور لم يعد يفهم في كرة القدم فقط، بل إنه أصبح يفهم في الإعلام أيضاً وكيف تدار الأمور.

amer_almarry@yahoo.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر