منكم السموحة
مارادونا ليس أكذوبة فنية
أستغرب ممن يقولون إن فائدة مارادونا تقتصر على الأمور الترويجية والتسويقية باعتباره مدرباً فاشلاً لا حول له ولا قوة، وتغيب عن سجلاته الخبرة المميزة في عالم التدريب، ولم يسبق له الحصول على إنجازات في المنطقة الفنية التي لم يمض فيها أكثر من خمس سنوات ابرزها مشواره الفاشل مع منتخب الأرجنتين في نهائيات كأس العالم 2010 في جنوب افريقيا.
كما أتعجب ممن يعتقدون أن الوصل فاز بصفقة تجارية بحتة بعدما ضم «مارادونا» الاسم التجاري اللامع في عالم كرة القدم خصوصا والرياضة والعالم عموما، مؤكدين أن الإمبراطور الإماراتي لن يستفيد فنياً بأي شكل من الأشكال من هذا الأسطوري، الذي يقتصر دوره على التهريج خارج المستطيل الأخضر بينما سيعجز عن افادة ابناء زعبيل في تعزيز فرصهم بالفوز في الدوري المحلي او في البطولات الخارجية، إن كتب للفريق المشاركة في دوري ابطال آسيا الموسم المقبل.
ووصل الحد عند محللين رياضيين ان ازاحوا جانباً مسألة الاستفادة الفنية وأبعدوها عن مجرد النقاش، وبدأوا الحديث حول سؤال «لماذا يفضل الوصل الأمور الترويجية على الفنية من خلال هذه الصفقة المدوية اعلامياً».
فهل من المنطق ان نتحدث بهذه الطريقة عن هذا الرمز الكروي الذي شغل العالم ولم تنجب الملاعب مثيلاً له منذ ولادته في العام 1960 وحتى الآن، ونعتبره فاشلاً قياساً بتجربته الوحيدة مع منتخب الأرجنتين في كأس العالم التي ودعها من دور الثمانية بخسارة امام الماكينات الألمانية برباعية نظيفة كان لها ظروفها الخاصة، وننسى الأداء المبهر للاعبي التانغو الذين تأهلوا لجنوب افريقيا على يد المنقذ مارادونا في ظروف غامضة وغيابات كادت ان تعصف بالفريق وتمنعه من الوجود في المونديال بسبب مدربه السابق بازيلي.
أتفق مع من يتحدث بمنطق ان مارادونا لا يملك تلك الخبرة التدريبية التي تقارنه بكبار المدربين في العالم وأوروبا مثل مورينيو وغوارديولا وفيرغيسون أو مانشيني أو دل بوسكي مدرب منتخب اسبانيا بطل العالم او يواكيم لوف مدرب المانيا، لكنه بالتأكيد افضل فنياً بكثير من أي مدرب في الدوري الإماراتي حتى أبل براغا، وبإمكانه التوفق على ميتسو وكاتانيتش وهاشيك وشايفر وهيكسبيرغر وغالو، والدليل ان اندية كبيرة في انجلترا وإيطاليا ومنتخب ايران وغيرها من الأندية العريقة في الأرجنتين والأوروغواي خطبت وده قبل ان يفوز به الوصل.
متأكد أن مارادونا يحظى بزاوية حب في قلب كل من عشق كرة القدم ومارسها أو استمتع بمشاهدة فنونها، لأن من هاجمه نتيجة تورطه في قضايا المخدرات والكوكايين غفر بسرعة لهذا النجم الأسطوري لمجرد إعلانه التوبة، ثم عاد لملاحقته في الملاعب ومشاهدته مدرباً ومراقبة تصرفاته التي تعد صيداً دسماً لكاميرات المصورين وتقارير الإعلاميين الإخبارية التي يتكسبون منها.
أنا اعذرهم لأنني حتى الآن مازلت غير مصدق أن مارادونا في الوصل، فليستعد الإمبراطور لموسم استثنائي على الصعد كافة، لأنه اثبت انه ناجح بتقدير فوق الممتاز من الناحية الإدارية بإقناعه احد اسطورتي كرة القدم «بيليه ومارادونا» بالقدوم الى الإمارات. وأتمنى ألا يهرع منتقدو الوصل في الأيام المقبلة الى زعبيل للتزاحم مع الجماهير أملاً بالتقاط صورة مع الأسطورة أو نيل توقيعه.. وللحديث بقية.
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .