5 دقائق

مؤجّــل

حمدان الشاعر

يمضي الوقت وهناك من الأمور ما لم يبت فيه رغم أنه عاجل ومهم، وهناك من القضايا ما لم تسوّ رغم أنها ملحة وضرورية، وبقدر الأهمية يأتي التباطؤ ليكبح جماح السرعة والرغبة في إحراز إنجاز مهم أيا كانت درجته.

يتوالى الكثير من القضايا لتتراكم يوماً بعد آخر وتؤجل إلى الغد ويأتي الغد ويأتي ما بعده ولا يبقى معه سوى مزيد من الأمور المعلقة التي لم يبت فيها.

لقد قامت دولة الإمارات على قرارات حاسمة وفعالة ضمن رؤية واعية قدرت لها تفردها وتميزها عن الآخرين، وهذا ما منحأ الدولة الثقة بالعديد من المحافل السياسية والاقتصادية، الذي انعكس داخلياً في حراك اقتصادي واجتماعي نشط كان محط إعجاب العالم على الدوام.

بعد الهزة التي أصابت العالم جراء الأزمة المالية وتداعياتها على نواحٍ عدة صارت كل الأمور المؤجلة ترتهن بالأزمة السالفة رغم أن هذا الانسحاب ليس بالضرورة صحيحاً، فهناك قضايا مؤجلة وأمور لم يبت فيها بنعم أو لا انعكست بالتالي على جملة من القضايا المصيرية غير واضحة النهايات، فالرفض أحياناً يكون أكثر صدقية وشفافية في التعامل مع كثير من المعطيات ويعكس التزاماً مسؤولاً، أما التسويف وجعل الأمور ضبابية غير حاسمة فيزيدان من القلق ويؤججان الحيرة.

ولعل تميزنا في الحسم وعدم تقليد الآخرين في ما مضى كان عاملا حاسماً في نجاح الدولة وتفردها في كثير من القطاعات.

كثيرة هي الملفات الساكنة في أدراج المسؤولين، التي تزداد تكدساً دون بصيص انفراج ومع ازديادها يزداد الانتظار والترقب حتى يصبح الانتظار متعباً والترقب دون معنى، فحالة اللاحسم هذه أو عدم الجرأة في اتخاذ قرار مباشر صريح ستنعكس وخيما في معالجة الآني أو التخطيط لما هو قادم.

نحتاج إلى مراعاة مصالحنا الاقتصادية والاجتماعية في العديد من القضايا الملحة دون تسويف، فعامل الوقت أمر أساسي في مراعاة مصالحنا الاجتماعية التنموية التي يترقبها كثيرون، فهناك قرارات لابد من اتخاذها، لأنها تمثل شرياناً حياتياً مهماً، وهناك مصالح اقتصادية تحتاج إلى قرارات حاسمة، تسهل على أصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة أعمالهم، فهم المحرك الرئيس في تشغيل دورة الاقتصاد التي يرتبط بها كثير من الناس.

لا يمكن حصر هذه الأمور المعلقة فهي متشعبة ولها أكثر من مجال ولكن الحل هنا هو البت سلباً أو إيجابا دون تسويف ودون تخاذل وبإدراك واع لحقيقة أن مضي الوقت يعني فشلاً محققاً لكل الأطراف.

hkshaer@dm.gov.ae

 لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه.

تويتر