فنجان قهوة

كراسي «برستيج»

حسن طالب المري

لم ينجح أحد، لم يفرح أحد، هو العنوان الأبرز لمشاركة أنديتنا في البطولة الآسيوية، بعد أن فرضت نتائج فرقنا الأربعة حالة من الوجوم أصاب جماهير الكرة في الإمارات بصدمة رعب حقيقية كشفت عن الوجه الآخر لدورينا الذي بات يحتل ذيل ترتيب الدوريات المحترفة في القارة الصفراء!

ورغم آثار الصدمة، نتساءل ببراءة، هل مشاركاتنا المقبلة ستختلف عن مشاركاتنا الحالية، وهل يستطيع اتحاد أو رابطة كرة القدم وضع شروط إلزامية في ما يتعلق بشكل المشاركة وهدفها، أسئلة كثيرة ومحيرة أتمنى أن يجيب عليها أصحاب الحل والعقد والربط، ولكن قبل الإجابة أطالب الجميع بأن يتأمل ويفكر بتمعن، والأهم إيجاد حلول جذرية للوضع الكروي الحالي.

ظاهرة قديمة جديدة، موجودة في محيطنا الرياضي، هيئات، اتحادات، أندية، مجالس، يوجد بها عدد كبير من المسؤولين متمسكين بكراسيهم «كراسي البرستيج»، يعتبرون وجودهم فيها «برستيجاً» مجتمعياً، حتى لو لم يكونوا فعّالين أو منتجين، أو لم تكن نتائج اتحاداتهم وأنديتهم على مستوى الطموح، تجد هؤلاء يتذرعون بقلة الموارد وقصر فترات الإعداد والإصابات وغيرها من الأعذار الجاهزة سلفاً عند أي إخفاق.

من باب الأمانة واحترام النفس، يجب أن يضع هذا المسؤول الرأي العام على حقيقة وضع اتحاده أو ناديه أو أي جهة هو مسؤول عنها قبل المشاركة وليس بعدها، أو ألا يقبل أن يستمر طواعية عندما لا تتوافر له شروط النجاح، عندها سيقف معه الكل، أما أن يجلس على كرسيه عقداً من الزمن أو عقدين، فعلى الدنيا السلام وعلى كراسي «البرستيج الملام»! رفقاً بتاريخكم أيها المتربعون على كراسي «البرستيج» قبل أن ترفقوا برياضتنا!

عندما قرر أن يستقيل الرئيس السابق لمجلس إدارة نادي الوصل، الأخ العزيز راشد بالهول، قال لي بالحرف الواحد: «يجب فتح المجال لعناصر وصلاوية جديدة، ودماء جديدة، إذا كنا حقاً نحب مصلحة الوصل، وليبقى الوصل في المقدمة دائماً، نحن قدمنا (اللي الله قدّرنا عليه)، مثلما قدم من سبقونا، والآن جاء دور عناصر جديدة بأفكار جديدة وكلهم فيهم الخير والبركة».

وهنا يبرز السؤال الأهم، كم شخصاً على استعداد لترك منصبه طواعية مثل راشد بالهول؟!

حقا إنك يا عزيزي بومحمد من نوع القيادات الرياضية التي تترك الكرسي وهي في القمة ومن دون الحاجة إلى ضجة وقيل وقال وأخذ ورد، والأهم من كل ذلك، من دون الحاجة إلى تدخل من خارج أسوار النادي، واللبيب بالإشارة يفهم!.

آخر كلمة

اتركه نظيفاً، ليجده غيرك نظيفاً!

hassan_almarri@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه.

تويتر