أوراق رياضية

ليلة انتحارالكأس!

عماد النمر

سقطت كأس ملك اسبانيا اعتراضا على عودتها إلى معقل الفريق الملكي بعد غياب 18 سنة، ولم تتمالك الكأس نفسها وهي تودع برشلونة حزينة فقررت الانتحار تحت عجلات الحافلة، كانت هذه اطرف التعليقات التي خرجت من أنصار برشلونة تعليقا على سقوط الكأس من يد سيرجو راموس ودهسها بالحافلة التي كانت تقل لاعبي ريال مدريد، وكان هذا ردا على قول راموس إن الكأس أرادت أن تنزل للجماهير لتشاركهم الفرحة.

وستظل الحرب الكلامية على أشدها بين أنصار الفريقين كالعادة، وبالطبع ستزداد الوتيرة عقب مباراتي نصف نهائي أبطال أوروبا التي تقام اعتبارا من الغد، وسيرفع انصار برشلونة في المدرجات صورا ومجسمات للكأس المحطمة، بينما سيرفع انصار الريال صورا ومجسمات لكأس دوري أبطال أوروبا.

وسيكون لقاء الغد قمة كروية جديدة للعالم أجمع، ورغم أن المؤشرات والتحليلات الفنية تضع ريال مدريد في المقدمة قياسا لفوزه بالكأس ثم فوزه على ثالث الدوري فالنسيا بسداسية على أرضه وبين جماهيره، وعوده نجمه كاكا بشهية مفتوحة للتهديف، ووجود بدلاء بقوة الغائبين، إلا ان برشلونة لن يكون صيدا سهلا رغم الغيابات المؤثرة في صفوفه أمثال ابيدال وأدريانو وماكسويل وميليتو، وسيكون على برشلونة إثبات أنه لم يتراجع أمام الغريم التقليدي وأنه مازال في القمة.

ولا شك في أن مهمة المدرب غوارديولا ستكون في غاية الصعوبة وهو يحط رحاله في سنتياغو برنابيو معقل غريمه، وهو محمل بالصعوبات التي تواجه فريقه مثل غياب رباعي خط الظهر وضعف دكة البدلاء، وليس لديه خيارات تكتيكية متعددة أمام الهجوم المدريدي الذي استعاد عافيته من جديد.

لا أتصور أن يعتدي لاعب صغير عمره 15 سنة على إداري الفريق المنافس الذي هو بعمر والده، إنه جرس إنذار لظاهرة العنف الزائد في قطاع المراحل السنية في معظم الفرق، وحسنا فعل اتحاد الكرة في تعامله بحزم مع هذه السلبيات من خلال العقوبات القاسية للمخطئ، لكن الأمر لا يحل بالعقوبات فقط ولا من خلال اتحاد الكرة وحده، فكلنا نتحمل المسؤولية بداية من الأسرة ومرورا بالنادي والمدرسة والإعلام، وعلينا جميعا التعاون بجدية لغرس قيم التنافس الشريف والروح الرياضية واحترام الكبير والصغير وتقبل الخسارة كما نتقبل الفوز، وهذا العمل يحتاج إلى سنوات ومثابرة واستمرارية حتى يؤتي ثماره وتنتشر الأخلاق الرياضية بين الناشئين والشباب.

emad_alnimr@hotmail.com 

 لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر