نحن شركاء في صناعة ثقافة العنف

ازدياد الجنوح إلى العنف، خصوصاً لدى فئة الشباب والمراهقين، ظاهرة عالمية، وهي إحدى نتائج العولمة التي صار «البيزنيس» يسيّر فيها معظم شؤون حياة الإنسان، ومجتمعنا جزء من هذا المشهد المعولم، بل هو الاختزال السافر للعولمة بكل ما تحمل من تداخل سكاني، وجور ثقافي، واختلاط في المفاهيم، يجعل الخصوصية الاجتماعية والثقافية عرضة للذوبان في محيط الوافد على الأرض أو عبر الفضاء، أو من خلال الشبكة العنكبوتية.

وأمام هذا الاجتياح الجارف للعولمة، تبدو المجتمعات المتحصنة بجذورها هي الأقدر على امتصاص الصدمات، وتخفيف حدة آثار الرياح التي لم يعد يعجزها اتجاه لكي تختار منه طريقاً للهبوب والاختراق.

والتحصّن يعني التناغم في الخطاب والفعل، تناغم في ما يعلّمه الكتاب المدرسي، مع ما تقدمه شاشة التلفاز، وما تعرضه أغلفة المجلات، تناغم بين ما يردده الحكماء، ويطلبه الخبراء، وما يقرره المشرعون.

هذا التناغم هو الذي من شأنه أن يحاصر كل أنواع الثقافات السلبية، ويخفف من درجة اختراقات أدوات الشر، ما دام المنع الكامل أصبح ضرباً من الوهم.

ربما لن نستطيع منع وصول أفلام العنف والرذيلة إلى شبابنا، لأننا لا نملك مفاتيح الفضاء التلفزيوني والبث الإلكتروني، لكننا على الأقل يمكننا أن نكون منسجمين مع ذواتنا ومطالبنا، بألا نكون شركاء في تسهيل إيصال تلك المواد والأفلام التي تحضّ على العنف والجريمة والرذيلة من خلال فتح قنوات تلفزيونية جلّ دورها أن تكون عارضة للغث قبل السمين من الأفلام الأجنبية، التي غالباً ما يكون العنف والجريمة قاسمها المشترك.

نحن بحاجة إلى حملات توعية بخطورة العنف وحمل أدوات الجريمة، لا تستثني القائمين على الشركات والمؤسسات الإعلامية التي تقدم مثل هذه القنوات دون أن تخبرنا ما الرسالة التي تود إيصالها عبر هذه الخدمة.

adel.m.alrashed@gmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه.

الأكثر مشاركة