فنجان قهوة

رابطة الحكام «في الخرّامة»

حسن طالب المري

أصبح التعليق مختلفا هذه الأيام عن السابق، فالبعض من معلقي قنواتنا الرياضيّة لهم أسلوب راق في التعليق على المباريات، ومنذ الوهلة الأولى يحس المشاهد أو المستمع بأن المعلق لديه الكثير من المعلومات والدراية عن الرياضة بشكل عام، ومتابع بشكل مميز ودقيق لما يحدث في دورينا وبقية الدوريات في الدول المجاورة. وهذه النوعيّة من المعلقين لها جمهور كبير يحبها ويثق بها لدورها في الإسهام في عملية التثقيف الكروي، وبما يسهم في بث اكبر قدر ممكن من المعلومات المفيدة.

ولكن في المقابل، هناك نوع آخر من المعلقين، لا يجيدون من مهنة التعليق الجميلة إلا «الزعيق» و«النعيق»، إلى الحد الذي يجعل المشاهد والمستمع يتساءل: هل هذا معلق أم محلل أم مقيّم حكام أم مطرب أم شاعر أم «فكهاني»، حسب إخوتنا أبناء مصر! وللأسف هذا النوع من «المعلقين» يفتقد أبسط مفاهيم تقديم المعلومة والمعرفة، خصوصا عندما يستند في بث «خرابيطه» إلى الشائعات من خلال «المسجات» الهاتفية التي تصله خلال التعليق على المباراة، فيبدأ ببث تلك الشائعات على أنها حقائق لا يرقى إليها الشك، المدرب الفلاني «شلوه» واللاعب «العلاني خلوه» والإدارة «الفلانيّة» استقالت والنادي «العلاني بندوه» ومحيي الدين «مال البدالة»، سافر و«بابو مال الكرك» ترقى، وإن سألتهم عن مصدر الخبر، ردوا عليك «سري وخاص»، إنها حقا «خرابيط عالهوه»!

لا ينكر أحد الجهود الكبيرة والمخلصة التي يقوم بها اتحاد كرة القدم برئاسة محمد خلفان الرميثي وإخوانه أعضاء مجلس إدارة الاتحاد. ولا يستطيع أي منا أن يتجاهل العمل الكبير سواء على صعيد تطور المنتخبات أو على صعيد النهوض بالمسابقات أو على صعيد تطوير علاقة الاتحاد بالاتحادات الخليجيّة والقاريّة والعالمية، حتى أصبح اتحادنا من ضمن الاتحادات المؤثرة على مستوى القارة وحتى في ترجيح كفة منافس على آخر، وأيضاً بدأت كوادرنا الوطنية تأخذ دورها القاري لقوة حضور اتحادنا في المحافل الإقليمية وهذا كله يحسب لاتحاد الكرة. ولكن ومن دون مقدمات، فاجأنا اتحادنا الغالي بتشكيل لجنة استشارية للحكام في ظل توقعات بصدور قرار أو الإعلان عن تشكيل رابطة الحكام!

وفي الحقيقة، لا أعلم لماذا لم يتحرك الاتحاد نحو إيجاد كيان للحكام، كإنشاء رابطة مثلا، كبقية عناصر اللعبة الأخرى، حتى «يفتك» الاتحاد من «صدعة الراس»، ويتفرغ للمنتخبات والمسابقات ووضع البرامج وتقويّة العلاقات مع الاتحادات القاريّة والدولية والتفرغ لوضع الدراسات والتجارب الناجحة لتطوير اللعبة ومساعدة أصحاب الاختصاص والخبرات من الحكام الموجودين لدينا لتشكيل رابطة للحكام لحل مشكلاتهم وتسهيل مهامهم وكل ما يتعلق بالحكام والتحكيم!

أما في مجال الصلاحيات وغيرها، فما طبق على رابطة المحترفين سيطبق على رابطة الحكام، بمعنى أن تكون الرابطة تحت مظلة الاتحاد وكل الأمور التي يتخوف منها البعض ستوضع وتدون في مضمون الاتفاقية وفي النظام الأساسي، والذي سيكون هو المرجع في حال الاختلاف في وجهات النظر، وأتمنى ألا تكون رابطة الحكام في «الخرامة»!

آخر كلمة

النقاط دائما أهم من الأداء، خصوصا فى المراحل المقبلة.

hassan_almarri@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر