رؤية

اقتصاد قوي.. وطن قوي

نجيب الشامسي

ما من شعب في العالم إلا ويتمنى أن يكون الوطن المنتمي إليه قوياً شامخاً مسجلاً لحضوره في الساحة العالمية، محققاً لأهداف مواطنيه وطموحاتهم، ونحن في الإمارات، أبناء هذا الوطن، وحتى المقيمين فيه، ننشد الأمن والاستقرار والتنمية والقوة والمنعة والشموخ له.

وإذا كان العالم اليوم يعج بمتغيرات سريعة، وأزمات مستفحلة، وصدمات متتالية، وتحالفات مختلفة، تتفاعل في محيط ضيق هو المحيط الاقتصادي، وفي زمن محدود بما لا يجاوز العقد الواحد، فكيف لاقتصادات ناشئة وصغيرة أن تصمد أمام كل تلك المتغيرات، وتتجاوز آثار تلك الأزمات، وتتفادى كل تلك الصدمات، وتتعاطى مع تلك التحالفات؟!

إن نظرتنا إلى مستقبل وطننا العزيز، يجب أن تبنى على رؤية واقعية وعلمية، نحدد من خلالها كل المقدرات والمقومات والطاقات والإمكانات، وفي الوقت ذاته نشخّص كل التحديات، الداخلية منها قبل الخارجية، لتكون نظرتنا واستشرافنا للمستقبل قائمة على دراستنا للمقومات والتحديات، من دون تضخيم للإنجاز أو إغفال أو إهمال للتحديات والمعوقات.

وتأتي رؤيتنا للاقتصاد الوطني، بهدف السعي الجاد والمخلص والأمين، لبناء اقتصاد قوي يصنع وطناً قوياً له حضوره في مختلف الساحات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية.

إن مؤشرات الواقع الاقتصادي، ومخرجات العقود السابقة، تؤكد ضعف الاقتصاد الذي ظل يعتمد كلياً على ما تجود به الأرض من نفط في أنفاقها، وظل يعتمد على رؤية بمعالم وأفكار وعقول أجنبية بالية في أحيان كثيرة، في التعاطي مع الواقع ورسم المستقبل، كما ظل يعتمد على عمالة أجنبية في المنزل، وحتى الشارع، والمكتب، وعلى ما تجود به أسواق العالم من طعام وكساء،

أما المعايير الاقتصادية التي يتسم بها الاقتصاد الوطني، فتتصف بالتجزئة والتباين بين عام وخاص، وبين محلي واتحادي، وبين الداخل والخارج، وبين وطني وأجنبي، ومن الطبيعي أن تكون حصيلة كل هذا ضعفاً في الاقتصاد، وتراجعاً في النمو والتنمية، وتباعداً واضحاً في الخطوط والأهداف والرؤى التي تنظر إليها كل إمارة.

alshamsi.n@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر