بالحبر المجرد

هزاع بن زايد

عامر المري

ترجّل الفارس العيناوي الكبير وترك دفة الإدارة العيناوية، بعد سنوات من المجد والرقي، أوصلت الزعيم في يوم ما إلى أن يكون بطل آسيا، ويتجاوز عدد بطولاته الـ،24 ويكون الفارق شاسعاً للغاية بينه وبين أقرب منافسيه من حيث كل شيء.

تشرفت بلقاء سموه في أكثر من مناسبة، وكم كنت مسروراً ومستفيداً من كلامه القيّم، وحكمه، وثقافته، وفوجئت بمدى سعة صدره، لدرجة أنك تنسى أن من تجلس أمامه هو أحد رجالات الدولة الكبار.

شخص يعرف ما يقول، وحينما يقول يفعل، ومن الظلم التاريخي أن نتذكر فترة سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، ونربطها بالوضع الحالي، ولنا في ماضيه عبرة وموعظة، لمن أراد الاستفادة من خلاصة تجربة فاقت النجاح.

في أحد المجالس في ليلة رمضانية كان يتحدث عن معاني الألوان ومغزاها، واسترسل حتى وصل إلى اللون الذي كان يرتديه العين عام ،2003 وكان بنفسجياً مرصعاً باللون الذهبي، وشرح للكل معنى تلك الحركة التي كانت تشير إلى الرقم القياسي لعدد بطولات الدوري للزعيم.

لم يحدث أن واجه الإعلام في يوم ما - من خلال تجربتي في التعليق الرياضي - أي مشكلة، بل كان تعامل العيناوية في غاية الرقي، وحينما تسافر لأداء مهمة إعلامية تجد نفسك ضمن البعثة الرسمية، ويتم السؤال عنك وعن ما تحتاج إليه، ويكون من أولويات الرئاسة العيناوية حسن التعامل مع كل من يوجد لأداء عمله.

في عام 2003 كانت لدى سموه مقابلة تلفزيونية، وكان المذيع يسأله عن طموحات فريقه في آسيا، فقال بثقة «هدفنا البطولة». كنا في الكويت في «خليجي 16»، وكان حاضراً بجوار شقيقه سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وكانت نتيجة المباراة حينها الخسارة من المنتخب السعودي، فدخل على اللاعبين والإعلاميين، وقال «ثقتنا بكم كبيرة ولا تهتز، وأنتظركم في المباراة المقبلة»، فكان الفوز على الكويت في الكويت.

شخصية ديمقراطية إلى أبعد مما تتصور، يستمع للكل، ويحترم الكل، ولا يبخل بابتسامته عن كل من يقابله، وهذه ليست غريبة على ولد زايد.

محطات

اجتماع أبوظبي غيّر مجرى الانتخابات الآسيوية، وقال محمد بن همام إن نقطة التحول كانت بيد «أبوزايد».

اجتماع الصلح الكبير بين سلمان الخليفة وبن همام كان في مجلس سمو الشيخ هزاع، بعد أن عجز الكل عن القيام بهذه المهمة.

آخر الاجتماعات كان في مجلس القرارات الكبرى، حينما وفّر الدعم الكامل للأمير علي بن الحسين، وبالتالي الانتصار التاريخي على شونق الكوري في المهمة المستحيلة.

أول من أدخل الاحتراف الكامل إلى الأندية الإماراتية، وكان عبر البوابة العيناوية، قبل سنوات من تطبيق الاحتراف، ولم تتوقف الإنجازات والجوائز الإدارية للعين حتى يومنا هذا.

amer_almarry@yahoo.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر