فنجان قهوة

«غلطان ولا تحاسبوني»

حسن طالب المري

تنقسم اتحاداتنا الرياضية إلى نوعين، الأول يتسم بالنشاط والجدية وروح المسؤولية من خلال وضع البرامج والأنشطة والفعاليات ومتابعة تنفيذها وتقييمها بما يتماشى مع استراتيجيتها واستراتيجية الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة.

وما يميز هذا النوع من الاتحادات، أنها تعمل أكثر مما تتكلم، وشعارها دائماً النتائج هي المقياس. أما النوع الثاني من اتحاداتنا، «فلا حس ولا خبر» لا نسمع عنها ولا عن برامجها ولا عن اجتماعاتها، والانقسام «ضارب» في جذورها، واستراتيجيات في الأدراج، لا برامج على الأرض ولا خطط تنفذ، والصور تملأ الصحف، وإذا سئلوا عن أنشطتهم، تعللوا بالميزانية التي لا تكفي لإقامة فعاليّة رياضية واحدة!

وفي رأيي «المتواضع» انه يجب اعتماد خطط العمل في كل اتحاد من قبل الهيئة العامة، وهذا أولاً، فيما يتوجب إيجاد آلية حقيقية لمتابعة الخطط طوال فترة الاتحاد من قبل الهيئة العامة، وهذا ثانياً.

أما ثالثاً، فيجب تفعيل دور «العميل السري» لمراقبة وتقييم أنشطة الاتحادات على غرار المؤسسات الحكومية.

يعتقد بعض المدربين في دورينا بأنهم فوق النقد والمحاسبة لمجرد أنهم أصحاب عيون زرقاء، وأنهم أصحاب عقود كبيرة يصعب على الأندية الاستغناء عنهم بسهولة، لأنهم سيكلفون خزائن تلك الأندية الكثير، ولا يمكن أن يحاسبوا إلا قبل وقوع الكارثة «الهبوط» بقليل مثلاً!

أما إذا كان الفريق من بين المنافسين على البطولة أو من غير المهددين بالهبوط فـ«ما يقدرون يحاسبوني»!

وفي كثير من الأحيان يقوم المدرب بالإدلاء ببعض التصريحات للإعلاميين بعد تعثر الفريق ليبرئ ساحته، ويرمي بإخفاقاته على إدارة النادي، وليحوّل غضب الجماهير عليه إلى غضب على إدارة النادي!

وبطبيعة الحال، فإن أعذار المدربين كثيرة، ومنها، أن إدارة النادي لم تستقدم ما طلبه المدرب من لاعبين، والإدارة مقصّرة في الجانب الإداري مع اللاعبين، والإدارة لم تساعدني في بعض الطلبات وغيرها من الأعذار!

نعم إدارة النادي دائماً في «وجه المدفع» وهي المسؤول عن النتائج، لذلك يبدو من حق إدارة النادي أن تحاسب المقصر، سواء مدرب الفريق أو بقية عناصره من إداريين وفنيين ولاعبين، مثلما تكافئهم عند تحقيق الفوز والإنجازات، وأن تتخذ القرارات المناسبة التي تحفظ مكتسبات وهيبة النادي وفريقه.

وعلى جماهير النادي الوقوف خلف الإدارة ودعمها في الأوقات الصعبة أكثر من أوقات الفرح، أما المدرب، فإننا نقول له، انتهى عصر «غلطان ولا تحاسبوني»!

آخر كلمة

الخسارة في بعض الأحيان تجعلك أقوى وأكثر تصميماً على الفوز!

hassan_almarri@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر