رؤية

اقتصاد الإمارات وتحدياته المستقبلية

نجيب الشامسي

إذا استطاع اقتصاد الإمارات تجاوز آثار وتداعيات وانعكاسات الأزمة المالية العالمية عام ،2008 بعد أن تركت آثاراً واضحة فيه، فإن التحديات المستقبلية ستكون أكبر في ظل غياب الرؤى والاستراتيجيات، وتباين السياسات الاقتصادية والمالية والنقدية وحتى التجارية، فقد أكد معهد التمويل الدولي، أن التحدي الأبرز الذي يواجه دول مجلس التعاون الخليجي، ومن بينها الإمارات خلال العام الجاري، هو «إحداث موازنة بين النشاط الاقتصادي والسياسات النقدية، بهدف مراقبة معدلات التضخم المرشحة للزيادة بسبب ارتفاع الأسعار عالمياً، وضعف قيمة الدولار في الأسواق».

وهناك حزمة من التحديات ستواجه اقتصادنا الوطني خلال السنوات المقبلة، ويأتي التضخم في مقدمتها، إذ سجلت معدلاته انخفاضاً بفعل الأزمة المالية العالمية، بعد أن سجل معدلاً قياسياً قبل استفحال الأزمة وتجاوزت نسبة 12٪، قبل أن يتراجع خلال العامين 2009 و.2010 ولكن هذه النسبة مرشحة للتصاعد في ارتفاع أسعار المواد الغذائية، ومشتقات النفط في العالم خلال العام الجاري، ما يترتب عليه تداعيات صعبة، واستحقاقات تتطلب من الجهات الحكومية الاتحادية منها والمحلية الاحتياط لها، ومواجهتها ليس بزيادة الرواتب والأجور، وإنما بآليات مستحدثة، ومنها استحداث أدوات سياسة نقدية، وتفعيلها، ومنها المحافظة على إبقاء سعر الفائدة في معدلات منخفضة، للحد من الضغوط التضخمية، على الرغم من الارتباط القائم بين الدرهم والدولار.

ومن التحديات المستقبلية التي ستواجه اقتصاد الإمارات، الزيادة السكانية، إذ وصل عدد سكان الإمارات إلى نحو ثمانية ملايين نسمة، لا تجاوز نسبة المواطنين منهم 10٪، وتلك زيادة ناجمة عن التدفق الخارجي (الهجرة الخارجية)، تسهم في نمو السكان بمعدلات كبيرة لا يستوعبها الاقتصاد، وتشكل ضغوطاً كبيرة على مختلف الخدمات، ومنها الصحة، والتعليم، والماء، والكهرباء، والطرق، وبقية الخدمات، إذ باتت الإمارات تعاني نقصاً واضحاً في بعض هذه الخدمات (الكهرباء والماء)، وتراجعاً واضحاً في مستوى الخدمات الصحية والتعليمية والاجتماعية، وكذلك ضغوطاً شديدة على الشوارع، ومختلف الخدمات العامة.

ومن التحديات التي تترك آثاراً واضحة في التنمية والمجتمع، تدفق أعداد الخريجين من الإناث والذكور إلى سوق العمل، وإذا لم يجد هؤلاء فرصتهم في العمل، فإن من الطبيعي أن يؤدي ذلك إلى مضاعفات لا تحمد عقباها.

alshamsi.n@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر