أوراق رياضية

دورينا في غيبوبة

عماد النمر

بعد ساعات سيعود دورينا إلى الحياة، بعدما دخل في غيبوبة طويلة أفقدته جماهريته الغائبة أصلاً، ولعل هذا الموسم هو الأسوأ على الإطلاق لمسابقة دورينا طوال مسيرته الممتدة ثلاثة عقود، ولك أن تتخيل دورياً يتوقف في موسم واحد سبع مرات، لمدد تراوح ما بين الأسبوعين والشهر ونصف الشهر، بمجموع أيام يقترب من 200 يوم، وبمعدل توقف بعد كل جولتين تقريباً.

ومؤكد أن دورياً بهذه الحال، لابد أن يكون مريضاً وبشدة، بل لا أبالغ إن قلت إن دورينا قد مات «أكلينيكياً»، بعد كل هذه التوقفات ونوبات الغيبوبة التي يدخل فيها، كيف لا وهو لا يكاد يتحرك وتجري الدماء في ملاعبه، إلا يدخل في غيبوبة التوقف بعد جولتين فقط، فقد توقف بعد الجولات الثانية والخامسة والثامنة والـ11 والـ13 والـ،15 وسيتوقف كذلك بعد الـ.17

ولا تلوح في الأفق أي بشائر لوصفة طبيعية ناجحة تعيد الحياة إلى دورينا المريض، وتبعد عنه شبح نوبات الغيبوبة المتكررة، فمدرب المنتخب الأول يصر بالطبع على التجمعات الطويلة للإعداد، وسار على دربه مدرب المنتخب الأولمبي الذي طالب بمنحه فترات طويلة لإعداد منتخبه أيضاً، وهناك مشاركات أنديتنا في دوري أبطال آسيا، وكذلك في البطولات الخليجية.

وأكرر مقترحي بألا يتوقف الدوري بسبب مشاركات أنديتنا في البطولات الخارجية، ويكتفى بتأجيل مباريات الفرق وترحيلها إلى أوقات أخرى، إضافة إلى عدم التوقف الطويل لإعداد المنتخبات، ويكتفى بأسبوع قبل الاستحقاقات، واللعب جولتين في الأسبوع في بعض أوقات الموسم، لتعويض التأجيلات التي تحدث.

ولعل مشكلة دورينا المريض تكمن في ثقافة الراحة التي تعود عليها اللاعبون لدينا، فمازلنا لا نستطيع اللعب مرتين في أسبوع واحد، ونشكو بشدة إن لعبنا في أكثر من بطولة، ونصرخ بالقول إننا نحارب على أكثر من جبهة، والنتيجة السقوط السريع عند أول مواجهات قوية والخروج من الدور الأول عن جدارة.

❊❊❊

أظهر نادي الإمارات أنه يملك من الإمكانات ما يؤهله ليكون مع الكبار في دوري المحترفين، والإمكانات التي أقصدها هي الروح القتالية والحماسة والعزيمة لدى لاعبيه، فقد شاهدناهم في دوري أبطال آسيا بشكل مغاير لما توقعه الكثير من المتابعين الذين أبدوا تخوفاً من حدوث فضيحة كبيرة في نتائجه تنعكس على الكرة الإماراتية، وكلي أمل بأن يواصل الفريق هذا الأداء الجيد، ليضمن التأهل للدور الثاني من البطولة الآسيوية.

أكثر المتشائمين لم يتصور أن يسقط الجزيرة بهذا الشكل المهين، وأخشى أن يتكرر السيناريو أمام الهلال على استاد الملك فهد في الجولة المقبلة، إن لم يتدارك المدرب براغا الأمر، ويصلح من الأخطاء التي ارتكبها هو ولاعبوه.

الورقة الأخيرة

ماذا ننتظر من أندية أغلب لاعبيها موظف صباحاً، ولا يتدرب إلا ساعتين يومياً؟ وماذا يقدم اللاعب داخل المستطيل وهو منهك اجتماعياً؟ وماذا تفعل إدارات الأندية وهي لاتستطيع تفريغ لاعبيها؟ واقع احترافنا في الإجابة.

emad_alnimr@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر