رؤية

مصر.. العمق الاستراتيجي العربي

نجيب الشامسي

في الوقت الذي تبحث فيه دول عربية عن تحقيق أمنها الغذائي، وفي الوقت الذي تبحث فيه شعوب عن تأمين ثرواتها، وبيئة خصبة تحتضن رؤوس أموالها، تأتي مصر التي كانت، ولحقبة طويلة من الزمن، تمثل عمقاً استراتيجياً قوياً، ومظلة أمنية حصينة ووعاء استثمارياً آمناً، وسلة غذائية لشعوب عربية متنوعة، قبل أن تُعزل عن العرب، وتصاب باليباب، ويعاني شعبها الفقر والجوع والبطالة، وبدلاً من أن تصبح دولة مصدرة للغذاء أصبحت ومستوردة له، فيما أصبحت بيئتها طاردة للعقول ورؤوس الأموال الوطنية والعربية.. ها هي تعود مجدداً لتفتح آفاقها، ومناخاتها، وأراضيها للاستثمارات، ورؤوس الأموال العربية قبل الأجنبية، وإنني على ثقة بأن الثورة وضعت حداً للفساد المالي والإداري الذي أصاب مصر عقوداً طويلة، وأن ميلاداً جديداً لشعب مصر واقتصادها يؤكد أن مصر على موعد مع الحضور العالمي، والعودة السريعة والمؤثرة إلى الساحتين العربية والدولية.

واليوم، بعد أن تتم الإصلاحات الاقتصادية والإدارية والمالية التي أرست وطالبت بها الثورة، فإن مصر بحاجة إلى رؤوس أموال واستثمارات مصرية وعربية، خصوصاً أنها تمتلك من الفرص الاستثمارية الكثير: زراعية، صناعية، سياحية، وتجارية.

وها هي مصر تفتح أبوابها على مصاريعها أمام الاستثمارات العربية، قبل أن تدخلها الاستثمارات الأجنبية، وها هي تدعو المستثمرين العرب إلى الإسهام والمساعدة في تنمية مصر، واستثمار الفرص السانحة فيها.

لن تكون هناك رشا في ظل الثورة، ولن تكون هناك وساطات مشبوهة، ولن تكون هناك تجاوزات، بل إرادة سياسية واقتصادية مؤمنة بالإصلاح، وتمكين رأس المال والاستثمارات العربية من اقتصاد مصر وأسواقها، فهناك رغبة أكيدة من أهل الثورة في إعادة مصر إلى موقعها الريادي والحضاري، والقيادي، وفتح بوابات مصر أمام الاستثمارات النظيفة التي تسهم في تحقيق النهضة الاقتصادية والتنموية، وتحقق مكاسبها وعائداتها في ظل مناخات خالية من أي مصالح ضيقة، وفي ظل بيئة خالية من صور الفساد والابتزاز.

إن أهم مكاسب تلك الثورة، ومطالب الثوار، إرساء دعائم دولة المؤسسات والقانون، بموجب دستور يصاغ من جديد، وبدماء وطنية، وتحقيق إصلاحات جذرية في مختلف المسارات، وعلى الصعد كافة.

إن مصر على موعد مع مستقبل زاهر، وتنمية حقيقية، والاستثمارات العربية على موعد مع تحقيق مكاسب، إذا ما سارعت إلى الدخول مبكراً، ولم تتأخر.

alshamsi.n@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر